تخيل حياتك اليومية بدون وصول موثوق به ومتسق وسريع إلى الإنترنت. ما نوع التأثير الذي قد يحدثه هذا في قدرتك على التواصل مع الآخرين، والبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء، وإكمال واجباتك المدرسية، والبحث عن وظيفة، ومواكبة الأحداث الجارية، أو الاهتمام بمعاملاتك المالية اليومية؟
أصبح دور التكنولوجيا وأهميتها واضحين بشكل صارخ، حيث أُجبر المجتمع على الاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا في الحياة اليومية الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى السلع الضرورية، والحفاظ على الاتصالات مع الآخرين، والعمل من المنزل، والقدرة على إكمال الواجبات المدرسية.
لكن، في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، يظل ملايين الأشخاص عالقين في الظلام الرقمي.
يلقي اليوم العالمي للقضاء على الفقر، في 17 أكتوبر/تشرين الأول، الضوء على الفجوة الرقمية، أحد أبرز التحديات التي تعيق جهود مكافحة الفقر في عصرنا، التي يظل بسببها ملايين الأشخاص محرومين من الوصول إلى هذه الأدوات الحيوية، مما يحد من فرصهم في تحسين ظروفهم والخروج من دوامة الفقر.
يُقصد بالفجوة الرقمية الفارق بين الأشخاص الذين يمكنهم استخدام التكنولوجيا والوصول إليها بسهولة وبين أولئك الذين لا يستطيعون ذلك بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك امتلاك كومبيوتر، والوصول إلى الإنترنت العالي السرعة، والمهارات الرقمية.
وتعد هذه الفجوة الآن عاملا رئيسا في استمرار الفقر، حيث تجد بعض الفئات نفسها مستبعدة من الاستفادة من الفرص التي يوفرها التحول الرقمي، الذي أصبح اليوم محركًا أساسيًا للنمو الاقتصادي والاجتماعي.