السنغال... أسرار انتصار انتخابي سيعيد تركيب المشهد السياسي

"قطيعة كاملة" مع النظام السابق

أ.ف.ب
أ.ف.ب
سنغاليون ينتظرون خارج مركز اقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، في العاصمة داكار في 17 نوفمبر 2024

السنغال... أسرار انتصار انتخابي سيعيد تركيب المشهد السياسي

بعد ثمانية أشهر من وصوله إلى السلطة، أعلن حزب الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي عن تحقيق فوز مريح في الانتخابات التشريعية المبكرة، التي جرت مؤخرافي أجواء وصفت بشكل عام بـ"السلاسة والهدوء".

وبهذا تمكن "الوطنيون الأفارقة في السنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة"، الحزب الحاكم المعروف اختصارا بـ"باستيف"، من حصد أغلبية مقاعد البرلمان السنغالي، ما سيفسح المجال أمام الرئيس باسيرو ديوماي فاي، وعثمان سونكو رئيس الحكومة، من تطبيق أجندتهما الإصلاحية الطموحة، ويمنحهما مطلق الحرية لتنفيذ وعودهما، وبالتالي تمهيد الطريق نحو أَجْرَأةِ برنامج "القطيعة" الذي سيعتمده حزب "باستيف"، ومن أجل ترجمة تعهداته بمكافحة الفساد وتحقيق التحول الاقتصادي المنشود، ولجعل السنغال "دولة عادلة ومزدهرة وذات سيادة ترتكز على قيم قوية" حسب الشعار الجذاب للحملة الانتخابية لحزب "باستيف".

تفتخر السنغال بكونها البلد الأكثر استقرارًا في القارة الأفريقية، وتعد من أوائل الدول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التي نظمت فيها انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب، حيث حافظت السنغال على استقرارها بفضل الانتخابات المنتظمة والتناوب السلمي، وإن شابها العنف في بعض الأحيان، فإن ذلك لم يضع استقرار مؤسسات البلاد موضع تساؤل في أي وقت. وهذا الاستقرار هو ما سمح للسنغال بتجنب الانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية الكبيرة.

كما تعد السنغال دولة رئيسة في المنطقة، تلعب دورًا مركزيًا داخل الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا.

وقد جرى التنافس على مقاعد البرلمان مرة أخرى في قلب الصراعات من أجل السيطرة على مقاليد المشهد السياسي، حيث وجد حزب "باستيف"، الذي يتولى السلطة منذ 24 مارس/آذار 2024، نفسه في مواجهة كثير من التحالفات الانتخابية. غير أن أغلب أحزاب المعارضة كانت تشكيلات ضعيفة للغاية وغير متجانسة، بل وجمعت في بعض الأحيان "أعداء الأمس"، وما قربها هو معارضة حزب "باستيف" الذي يتزعمه عثمان سونكو حليف الرئيس الحالي ديوماي فاي.

ومن أهم تحالفات المعارضة التي خاضت الانتخابات اثنان، الأول بقيادة الرئيس السابق ماكي سال، ورئيس وزرائه السابق أمادو با، الذي خسر الأغلبية المطلقة في الانتخابات السابقة (2022). بينما تمكن ائتلاف "تحرير الشعب" بقيادة عثمان سونكو من مضاعفة عدد مقاعده أربع مرات.

محو طبقة سياسية

لقيت وعود التغيير التي عبَّر عنها حزب "باستيف" صدى إيجابيا في نفوس المواطنين السنغاليين، وخلفت آمالا عريضة تجلت في الرفع من سقف التوقعات بين مختلف فئات وطبقات الشعب، وبالأخص منها الوعد بـ"القطيعة الكاملة" مع النظام السياسي للرئيس السابق ماكي سال وأسلافه من الرؤساء السنغاليين الذين توالوا على حكم البلاد.

نسبة إقبال الناخبين بلغت 49.72 في المئة، وعملية التصويت مرت في ظروف سلمية نسبيا، شهدتها جميع أنحاء الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ما يدل على "التزام الأمة بالحكم الدستوري"، حسب ما أدلى به الباحث في العلوم السياسية السنغالي أماكا إيموردي، الأستاذ المحاضر في جامعة أوبافيمي أوولوو، الذي أكد على أن الاستحقاقات التشريعية الأخيرة "كانت بمثابة انتصار للديمقراطية"، "تظهر مدى رغبة السنغاليين في مأسسة المبادئ الديمقراطية والتأكيد على التزام السنغال بالديمقراطية الدستورية".

لم يكن فوز حزب "باستيف" من قبيل الصدفة، أو نتيجة مفاجئة بالكامل للمتتبعين للشأن السياسي في السنغال، بل كان إلى حد ما نتيجة منتظرة توقعها أغلب الملاحظين، ورجحتها مجموعة من الجهات السياسية والمنابر الإعلامية، المحلية منها على وجه الخصوص، التي أجمعت على أن حزب عثمان سونكو سيكون بـ"مقدوره الفوز بأغلبية مقاعد الجمعية الوطنية".

وقبل يوم الاقتراع توقع عدد من المراقبين بأن السنغال "ستشهد إعادة تشكيل واسعة النطاق للطيف السياسي"، وإعادة اصطفاف التحالفات بالكامل، مقارنة بما عُرِف خلال عهد الرئيس السابق ماكي سال.فبالنسبة لائتلافات المعارضة المختلفة، كان الأمر معقدا، في مواجهة باستيف الذي "يتكلم بصوت واحد".

ولم يخرج رأي الباحث السنغالي باباكار ندياي عن هذه التوقعات، عندما صرح بأن "هذه الانتخابات تمثل محو طبقة سياسية كان لها يومها".

لقيت وعود التغيير التي عبَّر عنها حزب "باستيف" صدى إيجابيا في نفوس المواطنين السنغاليين، وخلفت آمالا عريضة، وبالأخص منها الوعد بـ"القطيعة الكاملة" مع النظام السياسي للرئيس السابق

أسرار انتصار انتخابي

يذكر أنه بعد فترة مضطربة أثارها تأجيل الرئيس السابق ماكي سال للانتخابات الرئاسية، اندلعت على أثرها مظاهرات حاشدة في عدد من مناطق البلاد، ما أنذر بهشاشة المؤسسات الديمقراطية السنغالية، انتهى الأمر بتراجع سال عن موقفه واضطرار الحكومة إلى احترام المبادئ الديمقراطية، مما سمح بإجراء الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) 2024، وهي الانتخابات التي مكنت باسيرو ديوماي فاي من أداء اليمين الدستورية كرئيس للسنغال.

وقد تعهد الرئيس الجديد بالتخلي عن ممارسات الماضي والحكم بشفافية، لكنه وجد صعوبة في تنفيذ وعوده والتزاماته بالتغيير، إذ لم يحصل حزبه "باستيف" إلا على مقاعد قليلة تمثل أقل من ثلث أعضاء البرلمان. وبما أن دستور البلاد يسمح للرئيس بالدعوة لانتخابات سابقة لأوانها بعد عامين من عمر البرلمان، فقد دعا باسيرو ديوماي فاي إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، واعدا بأن تكون "انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة".

أ.ف.ب
امرأة سنغالية تستعد للإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية، في مركز اقتراع في العاصمة داكار في 17 نوفمبر 2024

وخلال ثمانية أشهر من وصول فاي إلى منصب رئاسة السنغال، عزز حزبه "باستيف" موطئ قدمه في المدن والمراكز الحضرية، وفازفي مناطق جديدة كانت في السابق محسوبة لخصومه من الأحزاب والتحالفات السياسية الأخرى.

السر في هذا الانتصار الانتخابي اليوم، حسبما يوضحه الباحث السنغالي بابا فارا ديالو، هو البرنامج السياسي المحكم والمتماسك، الذي يتضمن جملة من الإصلاحات الكبيرة في المشهد السياسي التي تهم أولويات المواطنين، وفي مقدمتها المساءلة والإصلاحات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والإصلاحات المؤسسية. بالإضافة إلى الأداء المنظم لحملة مكثفة ناجحة، من خلال استراتيجية صلبة واضحة المعالم، جمعت بين القرب من الناخبين والخطاب المتماسك، والسيطرة على الشبكات الاجتماعية والتوفيق في استخدام وسائل الإعلام، وأيضا عبر التغلغل بين الأوساط الشعبية، ولاسيما في أوساط الشباب، الذين يواجهون معدلات تضخم مرتفعة وبطالة واسعة النطاق.

وبحصوله على أغلبية مريحة بلغت 132 نائبا، (من أصل 165، ضمنها 15 مقعدًا للمغتربين)، أثبت حزب "باستيف" نفسه كقوة سياسية مؤهلة لقيادة قاطرة التجديد السياسي في السنغال، كما يؤكد الباحث بابا فارا ديالو.

بحصوله على أغلبية مريحة بلغت 132 نائبا، (من أصل 165، ضمنها 15 مقعدا للمغتربين)، أثبت حزب "باستيف" نفسه كقوة سياسية مؤهلة لقيادة قاطرة التجديد السياسي في السنغال

ترشيح باسيرو ديوماي فاي لانتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس ماكي سال، فاجأ الكثير من المراقبين للمشهد السياسي في السنغال. غير أن عثمان سونكو رئيس "باستيف"، اعتبره ترشيحا منطقيا، وأضاف: "اختياري لسابيرو ديوماي لم يكن اختيار القلب بل العقل. اخترته لأنه يستوفي المعايير التي حددتها. إنه كفء ويتمتع بالنزاهة، بل أود أن أقول إنه يتمتع بنزاهة أكثر مني، وأكثر صدقًا مني، وأنا أضع المشروع بين يديه".

العلاقة بين سونكو وديوماي تكاد تكون وثيقة، حيث إن الرجلين لديهما عدة نقاط مشتركة، يؤكد مصطفى ساري المسؤول الحزبي في "باستيف"، الذي خَبِر كلا الرجلين: "إنهما وجهان لعملة واحدة بأسلوبين مختلفين. كاريزما عثمان لا مثيل لها، لكن سحر ديوماي وبصيرته يثيران ضجة كبيرة".

لم يكن ديوماي مفتش الضرائب يتوقع دخول عالم السياسة قبل أن ينخرط في حزب "باستيف"، الذي شارك في كتابة النصوص التأسيسية لمشروعه السياسي. لكنه وجد نفسه في أبريل 2023 رهن الاعتقال بتهم "ازدراء الأمن العام" والتشهير ونشر أخبار كاذبة على وجه الخصوص، و"الدعوة إلى التمرد"، إثر نشره لتدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي، انتقد فيها سلوك بعض القضاة. وهي التهم نفسها التي وجهت أيضا إلى زعيمه في الحزب عثمان سونكو.

وبعد حوالي عام من الاعتقال، في أعقاب صدور قانون العفو الذي اعتمدته الجمعية الوطنية، غادر الصديقان السجن في يوليو/تموز 2023، ومنه بعد أسابيع قليلة انخرطا في الإعداد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.

ومن أحد سجون داكار إلى الكرسي الرئاسي، ولأول مرة منذ استقلال السنغال عام 1960، فاز أحد المعارضين منذ الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية بنسبة 54.28 في المئة من الأصوات.

جسد باسيرو ديوماي فاي الرهان المنتصر للمعارض السنغالي ذي الشخصية الكاريزمية عثمان سونكو، الذي عين توأمه السياسي بديلا عنه في السباق الرئاسي.

شكَّل انتخاب باسيرو ديوماي فاي، حسب رأي عدد من المراقبين، "تناوبا سياسيا سلميا"، ومثّل وصوله إلى أعلى منصب في الدولة نقطة تحول في المشهد السياسي الوطني السنغالي، وشكَّل دليلا على فعالية العمليات الديمقراطية في التحولات السياسية بالسنغال، فعالية حملت إلى سدة رئاسة الجمهورية رئيسا في الأربعينات من عمره، ما يعتبر سابقة في تاريخ السنغال، وحدثا مثيرا منح كثيرا من الأمل الشعبي، في بلد ثلثا سكانه شباب دون الخامسة والعشرين.

"حزب رغما عنه"!

كان وراء تأسيس حزب "باستيف" في يناير/كانون الثاني 2014 نخبة من مديرين تنفيذيين شباب من الإدارة العامة السنغالية، ومن القطاع الخاص والمهن الحرة، إضافة إلى العاملين في قطاعات أخرى مثل قطاع التدريس. ومعظمهم لم يسبق لهم الانخراط في العمل السياسي على الإطلاق، قرروا، كما تقول أدبيات "باستيف" ترجمة "طموح شعب بأكمله، وبلوره أفكار جيل مقتنع بشدة بخطورة الوضع".

في البدء انبثقت الفكرة كمبادرة شعبية، تلاها إنشاء مجموعة سياسية "سميت رغما عنها حزبا"، وتحول أعضاؤها إلى فاعلين سياسيين يشيعون الأمل بين الناس، بعدما قرروا الانغمار في تجربة العمل السياسي، بالرغم من كونهم من "الكارهين للسياسة" أصلا، فخاضوا معارك مليئة بالحماس والإيمان والتصميم انتهت بنجاح باهر.

ووفقا لأحكام الدستور السنغالي أصبح عثمان سونكو رئيسًا لحزب "باستيف". وهو الذي طالما راودته فكرة الالتزام السياسي، دون اتخاذ قرار بشأن الشكل الذي يجب أن يتخذه.

وتم تأسيس "باستيف" وفقاً للمبادئ والقيم الأساسية لجمهورية السنغال. وضمن أدبيات حزب "باستيف" نقرأ أنه "حزب يسعى إلى تعزيز عقيدة برغماتية لا يتم الخلط بينها وبين أي من الأيديولوجيات المعروفة تاريخيا: الاشتراكية والشيوعية والليبرالية وما إلى ذلك. والقضية الوحيدة التي يدافع عنها الحزب هي مصلحة الشعب السنغالي، والتي تكمن مصلحتها في المساواة بين حرية المواطنين، واحترام الجميع للنظام العام وضمان التماسك الاجتماعي وتنمية الجميع؛ والاعتراف بالدور الأساسي للدولة في التنمية الاقتصادية الاجتماعية، في تعزيز الأمة السنغالية، في الحفاظ على السلام والأمن، وكذلك في نفوذ السنغال في جميع أنحاء العالم".

تحديات أمام باسيرو و"باستيف"

يتعهد باسيرو ديوماي وحزب "باستيف" بإعادة التفاوض بشأن عقود النفط وصيد الأسماك، ويقول إنه لا يخشى مغادرة منطقة "الفرنك الأفريقي"، بما في ذلك الذهاب إلى حد إنشاء عملة وطنية جديدة، وهو الإجراء الذي ندد به خصومه السياسيون ووصفوه بأنه مجرد "هراء" اقتصادي.

لكن الأولوية الأساسية أمام الرئيس فاي هي تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الفساد، فضلاً عن تقييم وإعادة إطلاق السياسات العامة لتلبية تطلعات السنغاليين الذين صدقوا على برنامجه من خلال وضعه على رأس البلاد والتصويت لحزبه "باستيف".

أما التحديات التي تواجه القادة الجدد للسنغال، فهي معالجة ضعف المؤسسات السنغالية، والفساد المنتشر، وهياكل السلطة الراسخة التي لن تتأخر عن عرقلة وتقويض النوايا الديمقراطية.. وبالبرغم من أن أداء السنغال في مؤشرات الفساد أفضل من نظيراتها في غرب أفريقيا، فإن الخبراء الاقتصاديين يؤكدون أن المحسوبية والفساد الإداري كانت واضحة في ظل إدارات الرئيسين السابقين عبد الله واد، وماكي سال.

تم تأسيس "باستيف" وفقاً للمبادئ والقيم الأساسية لجمهورية السنغال. وضمن أدبيات حزب "باستيف" نقرأ أنه "حزب يسعى إلى تعزيز عقيدة برغماتية لا يتم الخلط بينها وبين أيديولوجيات معروفة تاريخيا: الاشتراكية والشيوعية والليبرالية

وعلى الرغم من اعتبار السنغال دولة مستقرة (حوالي 18 مليون نسمة)، فإنها لا تزال عرضة للتهديد الإرهابي، لا سيما في المناطق الواقعة على الحدود مع مالي حيث تأخذ السلطات السنغالية التهديد الإرهابي على محمل الجد. وقد حذرت الكثير من الدراسات الاستراتيجية والتقارير الأمنية، من نقاط الضعف في المناطق الواقعة على الحدود مع مالي. وفي الوضع الدقيق الذي تعيشه منطقة الساحل، حيث تجتمع الصراعات العرقية والتأثيرات الجهادية والنفوذ الروسي.

ويشكل الوضع في السنغال أهمية حيوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث إنها واحدة من نقاط المغادرة الرئيسة للمهاجرين إلى جزر الكناري. وقد أعرب فاي عن استعداده للتعاون في الحد من الهجرة غير الشرعية، والتزمت حكومته بمكافحة مافيا الإتجار بالبشر.

أ.ف.ب
خلال عملية إحصاء الأصوات، كجزء من الانتخابات البرلمانية، في مركز اقتراع في ديامالاي، أحد أحياء داكار في 17 نوفمبر 2024

كما وعد بالحد من تباطؤ النمو والعجز المتزايد في الميزانية، ففي سبتمبر/أيلول، كشف التدقيق الحكومي أن ديون السنغال وعجز الميزانية كانا أكبر بكثير مما أفادت به الإدارة السابقة، مما تسبب في تفاقم الأزمة المالية.

وبعد اكتساحه لمقاعد البرلمان، لم يبق هناك عائق كبير أمام ديوماي فاي، بعد أن كسب رهان إعادة رسم المشهد السياسي بصورة أوضح، غير أن التحديات ستمثل أمامه بصفة أكبر.

إن برنامج "باستيف" يقوم على قطيعة حقيقية مع الماضي. وفي عمق هذه القطيعة مفهوم السيادة. ولذلك تداعيات دولية، منها الرغبة في إعادة التفاوض مع الشركاء الغربيين في فرنسا والاتحاد الأوروبي. الأمر الذي سيفتح البلاد والمنطقة على آفاق جديدة ومختلفة.

font change

مقالات ذات صلة