تعود الركائز الأساس للاقتصاد الألماني المعاصر إلى أكثر من سبعين عاما، وقد أرساها المستشار كونراد أديناور ونائبه ووزير الاقتصاد في حكومته لودفيغ إيرهارت، حيث ركز الأول على تعديل قانون المحكمة الدستورية لجعلها رائدة في مجال الدفاع عن حقوق المواطن، وضبط أداء الحياة السياسية، وعلى جعل قانون المصرف المركزي رائدا في الاستقلالية، بما يحافظ على استقرار النقد، فلا تتكرر مأساة التضخم المفرط خلال جمهورية فايمار.
تركز اهتمام إيرهارت قبل عقود على إرساء اقتصاد سوق اجتماعي على النحو الذي طرحه الاقتصادي ألفرد مولر أرماك كحل وسط بين تطرف الاقتصاد الموجه واقتصاد السوق الحر. الهدف كان الاستفادة من ميزات اقتصاد السوق، مثل حرية العمل والأسعار والمنافسة، مع تعويض عيوبه بحماية المواطنين من الاحتكارات والبطالة والأمراض.
لم يُعتمد هذا النظام الاقتصادي بشكل قانوني إلا في مايو/أيار 1990، بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا، مثبتا قدرة على التكيف بشكل مثالي مع أي ظروف جديدة، مما دفع لاعتماده تدريجيا في أوروبا وانتهى الأمر بأن حددت اتفاقية لشبونة ثم معاهدة روما لعام 2004 "اقتصاد السوق الاجتماعي" كأحد الأهداف الرئيسة للاتحاد الأوروبي.