توصلت إسرائيل و"حزب الله" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ليضع حدا لحرب دامت أكثر من ثلاثة عشر شهرا. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن هذا الاتفاق يوم الثلاثاء، ودخل حيز التنفيذ في وقت متأخر من الليل بالتوقيت المحلي للمنطقة.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل نحو 4000 من مقاتلي "حزب الله" والمدنيين اللبنانيين، بالإضافة إلى أكثر من 100 من المدنيين والجنود الإسرائيليين. كما تسببت في نزوح نحو 60 ألف إسرائيلي و1.2 مليون لبناني.
يعتمد وقف إطلاق النار على فكرة نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان لتكون حاجزا بين إسرائيل و"حزب الله". ومع ذلك، لا تزال الكثير من التفاصيل المتعلقة بالوضع العام غير واضحة.
ما حجم الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بـ"حزب الله"؟
دخل "حزب الله" المعركة بعد يوم واحد من هجمات "حماس" الوحشية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1200 إسرائيلي وأدت إلى حرب مدمرة شنّتها إسرائيل في غزة.
ويُعتبر "حزب الله" أحد أقوى الجماعات المسلحة عالميا، حيث تشير التقديرات إلى أن "الحزب" كان يمتلك في بداية الحرب نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، إلى جانب قوة قتالية تضم نحو 30 ألف مقاتل دائم و20 ألفا من قوات الاحتياط، معززة بشبكة واسعة من المواقع المحصنة الممتدة عبر مختلف أنحاء لبنان ومدعومة بقيادة عسكرية ذات كفاءة عالية وسمعة مرموقة. تميزت بعض أنظمة "حزب الله" بالدقة الفائقة التي مكّنته من استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية والمطارات والبنية التحتية الحيوية، بالإضافة إلى اعتماده على ترسانة كبيرة من الأنظمة غير الموجهة لإطلاق وابل مكثف من الصواريخ باتجاه التجمعات السكانية الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، كان مقاتلو "حزب الله" يتمتعون بتدريب عالي المستوى تحت إشراف إيران، إلى جانب خبرة قتالية واسعة اكتسبوها عبر سنوات من المشاركة في القتال دعما لنظام بشار الأسد في سوريا.
ولكن على مدار العام الماضي، نفّذت إسرائيل سلسلة من الهجمات المدمرة ضد "حزب الله"، ما تسبب في إضعاف قوة الجماعة بشكل كبير. ففي سبتمبر/أيلول، وخلال عملية استخباراتية بارعة، قامت إسرائيل بتخريب آلاف أجهزة النداء والاتصالات اللاسلكية وبعض أجهزة الحاسوب المحمولة التي يستخدمها "حزب الله"، ما أسفر عن مقتل أو إصابة الكثير من مقاتلي "الحزب". بالإضافة إلى ذلك، بدأت إسرائيل باستهداف ممنهج لقادة كبار في "حزب الله"، ومن بينهم زعيمه الكاريزماتي والمحنك حسن نصرالله، إلى جانب عدد من القادة البارزين الآخرين.