بين الأمل والقلق... لبنانيون يصفون لـ"المجلة" علاقتهم بمنازلهم في مناطق الحرب

بعضهم خسر بيتا في الجنوب اللبناني وآخر في ضاحية بيروت

AFP
AFP
تفقد الأنقاض بعد غارات إسرائيلية في حارة حريك، ضاحية بيروت.

بين الأمل والقلق... لبنانيون يصفون لـ"المجلة" علاقتهم بمنازلهم في مناطق الحرب

"كيف حال بيتكم؟"، سؤال لم يكن يتردّد في يومياتنا قبل الحرب، ولم يكن يخطر في البال أيضا أن نطمئن الى منازل أصدقائنا ومعارفنا، وكأن زلزالا يوميا يصيب بلادنا.

عندما يخسر صديق أحد أفراد عائلته، تعرف كيف تعزيه، أو تؤاسيه بكلمات متعارف عليها دينيا واجتماعيا، "رحمه الله"، "العوض بسلامتك"، وغيرها من العبارات، ولكن عندما يخسر شخص منزله، فكيف تعزيه وتجبر بخاطره، ماذا تقول له؟ غالبا ما تستعمل عبارة "يعوضكم الله"، ولكنها ربما لا تعبر كفاية عن حجم الخسارة والمأساة.

لا يتوافر إحصاء رسمي لدى الدولة اللبنانية بعد حول عدد المنازل التي دمرتها إسرائيل، خلال عام من الحرب على لبنان، ولكن هناك تقديرات، أحدها كانت أعلنته الوكالة الوطنية للأنباء حول المنازل المدمرة في الجنوب، في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، وجاء فيه : "37 بلدة مسحت بالكامل ودمرت منازلها، وأكثر من 40 ألف وحدة سكنية دمرت تدميرا كاملا، وهذا يحدث في منطقة في عمق ثلاثة كيلومترات تمتد من الناقورة حتى مشارف الخيام".

أما البنك الدولي فنشر تقريرا في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، يقيّم فيه أثر الصراع على الاقتصاد اللبناني وقطاعاته الرئيسة، وذكر التقرير أن قطاع الإسكان هو الأكثر تضررا في لبنان بين كل القطاعات، حيث أصيبت نحو 100 ألف وحدة سكنية جزئيا أو كليا، وبلغت الأضرار والخسائر في القطاع 3.2 مليارات دولار.

يشاهد اللبنانيون يوما الأبنية والمنازل وهي تُدمّر مباشرة على الهواء، خاصة الأبنية التي تتبلّغ بالإنذارات الإسرائيلية قبل قصفها، مما يعطي مجالا للإعلام والناس كي يعاينوا المشهد ويوثقوه. كذلك يشاهد أصحاب هؤلاء المنازل دمار منازلهم عبر الصور أو الفيديوهات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب كل غارة إسرائيلية، ولكن ماذا يشعر هؤلاء الأشخاص حيال منازلهم المدمرة أو المعرضة للتدمير؟

تضرّر نحو 100 ألف وحدة سكنية جزئيا أو كليا، وبلغت الأضرار والخسائر في القطاع 3.2 مليارات دولار

"المجلة" تحدّثت مع مجموعة من اللبنانيين الذين دُمّرت منازلهم، أو التي تتعرض منازلهم لقصف قريب ولا تزال صامدة.

منزلان مدمران

حوراء دهيني: "نحن من طورا، قضاء صور، نهار الإثنين في 23 سبتمبر/ أيلول كنت في بيروت يوم الهجوم الكبير على الجنوب، وذهبت إلى الجامعة، وكنت أتابع على مجموعة العائلة عبر 'واتساب' أحاديث أخوتي الذين لا يعيشون في منزل العائلة وهم يتجادلون مع أمي لكي تقتنع وتغادر المنزل هي وأخوتي الصغار الذين يسكنون معها، لأن أمي وردها اتصال بأن تخلي المنزل، لكنها لم تصدق وظنت أنها مزحة.

صورة منزل حوراء دهيني

أصرت على تحضير طعام الفطور وشرب الشاي ونشر الملابس كأن شيئا لن يحدث. لم تصدق أن الموضوع جدي وحركة النزوح كبيرة إلى أن أصبحت الضربات قريبة جدا وبدأ الدخان يرتفع من المنازل المحيطة بنا. نشرت الملابس وخرجت من المنزل.  على الطريق في اتجاه منزل أختي، وردت اتصالات هاتفية من أقارب للاطمئنان لأنهم علموا أن منزلنا قد دمّر.

خلال رحلة النزوح، كان أهلي يشاهدون صور البيت المدمّر وهم يبكون. أبي كان لا يزال في الجنوب وهو الذي أخبرني. نحن لم نعش فترة الاطمئنان الى منزلنا أو القلق عليه، إذ دمّر في بداية الحرب. للمفارقة قال لنا ناس كثيرون إننا محظوظون لاننا لم نعش ذلك القلق، فهو دُمّر منذ البداية.

هذا البيت هو كلّ ما جناه أهلي، سكنّا فيه في 2005، ويقع على أطراف القرية في واد، تركناه عام 2006، في الحرب أيضا، وكان والداي آنذاك يخاطران بحياتهما للذهاب والاطمئنان اليه.

KAWNAT HAJU - AFP
دخان يتصاعد من غارة إسرائيلية في صور

أما بيتي الثاني، أي بيت عائلتي الصغيرة، أنا وزوجي وأولادي، في المريجة في الضاحية الجنوبية، فدمّر أيضا، يوم الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني، حينها أرسل الإسرائيليون إنذارات بالإخلاء الساعة 12 ليلا، نحن كنا خارج الضاحية أصلا، وفي منزلنا كاميرات مراقبة موصولة على هواتفنا، اعتقدنا أن البناية ستسقط حكما، شاهدنا كيف صعد الدفاع المدني إلى المبنى ليتأكد من الإخلاء قبل الضربة، بعد ساعة انقطع الإنترنت والصورة، نمنا ونحن على أمل أن يكون المنزل بخير، صباحا أرسل الجيران لنا صور المبنى بأكمله وقد سوّي بالأرض، ذهبنا بعد بضعة أيام لنرى بأعيننا أن المنزل دُمّر، لم نصدّق أن في هذه البقعة كان يوجد 3 مبان، كل مبنى مؤلف من 9 طوابق، لم يبق منها شيء.

أفكر طوال الوقت بأن المهم أن تنتهي الحرب، لأن التفكير باليوم الذي يلي انتهاء الحرب، وأين سنذهب، ينطوي على الكثير من القلق والخوف من المصير المجهول

حوراء دهيني

لم نخبر ابنتي الصغيرة أسمى في الأيام الأولى أن المنزل في الضاحية تهدم، لأنها كانت متعلقة كثيرا بمنزل جدها، ولم تكن تصدق أنه تهدم ولم يعد موجودا، ولم نرد أن نزيد حزنها.

في حقيقة الأمر، حزنت على بيت القرية أكثر من حزني على منزلنا الخاص، كان يشكل بالنسبة إليّ الملاذ من كل شيء، الهدوء والراحة النفسية.

في منزلي هنا في المريجة حزنت على مكتبتي وألعاب أطفالي وطفولتهم وذكرياتهم.

حاليا أفكر طوال الوقت بأن المهم أن تنتهي الحرب، لأن التفكير باليوم الذي يلي انتهاء الحرب، وأين سنذهب، ينطوي على الكثير من القلق والخوف من المصير المجهول".

أبي هو البيت

ميريام جبيلي: "قبل أن يكتمل البيت، سكن أبي فيه، وقبل أن يسكن فيه زرع الحديقة وكبّر الشجر و الزهر والورد. زرع الليلندي والجوز والعنّاب والعنب والصنوبر والحامض والزيتون والأفوكادو. زرع البقدونس، والباذنجان والخس، والفلفل. أهدى اليه رفيقه قفير نحل، فأراد أن يصنع العسل أيضا، حتى أنه بنى قنا للدجاج وصنع له قرميدا أحمر!

صورة منزل ميريام جبيلي

في هذه الأرض غرس أبي روحه، فكان يزرع ويحصد ويتذوّق… ويجرّب… ويعيد ويفشل ويبدأ من جديد. اختار هذا البيت لنفسه وكان بالنسبة إليه أجمل بيت في العالم.

هذا البيت شرع ببنائه قبل أن تُرسم خريطته لأنّ أبي لم يطق الانتظار. حين بدأ بالحفر، سارعنا إلى اجتماع عائلي طارئ موافقين على البدء في البناء بعدما كنا نفضل الانتظار قليلا.

أبي السبعوني لم يتوقف عن الزراعة والغرس والري بالرغم من ضعف عضلة قلبه. كل تعهداته لنا بأن يتوقف عن الحركة لم يلتزمها… كانت طاقته عالية ورغبته بالعمل في الأرض لا يلجمها شيء ولا حتى خطر الموت.

توفي أبي في ذبحة قلبية في الجنوب قبل الحرب، في البيت الذي عمّره ليختم عمره فيه. لم أستطع أن أزور قبره، كانت زيارتي للبيت هي زيارتي لأبي. بعد وفاته، لم نعد نستطيع أن ندخله مجددا، لا أنا ولا أمي ولا أي من أخوتي… كان أبي هو البيت.

مضت سنتان قبل أن نستطيع التصالح مع البيت من دون أبي، كنت في كلّ زيارة أبكي خسارتي، ثم أشرع بتفقد روح أبي في كلّ شجرة وغرسة زرعها، حتى في شوائب البيت الكثيرة صرت أراه فيها وأحبها وأتذكر نقاشاتنا وآراءنا المتضاربة، وكلمته التي تردّد دائما: "اللي بدك ياه بيصير يا بيي".

أتفقّد روح أبي في كلّ شجرة وغرسة زرعها، حتى في شوائب البيت الكثيرة صرت أراه فيها وأحبها

ميريام جبيلي

بعد هدم بيت طفولتي في طريق الجديدة، صار بيت أنصار، بيت أبي "البيروتي" الذي كان محبوبا من كلّ محيطه، هو محج لذكراه واستعادة روحه. في الحرب الآن هُدم بيت قريب منا، يقع على تقاطع حيّنا، ونحن مذعورون، نصلّي لكي يبقى البيت وتبقى الحديقة وتبقى شجرة "الشمسية" التي زرعها لي، لكي أجلس تحتها في يوم مشمس، أريد لروح أبي أن تبقى تزهر مع كلّ ربيع، أريد لهذا البيت أن يعيش.

أحد المزارعين الذي بقي في القرية، يطمئننا الى المنزل، عرض علينا المزارع أن يهتم بالأشجار، ولكن أمي رفضت، خوفا من أن تفهم الحركة حول المنزل فهما خاطئا، وتقصفه إسرائيل، إلى الآن المنزل صامد، ونحن نصلي لكي يبقى كذلك".

صورة منزل حسن مراد

منزل في عيترون

حسن مراد: "أنا ابن قرية كانت محتلة (عيترون) قبل عام 2000، علاقتي بالقرية كانت أنه لدينا قرية لا نستطيع الذهاب إليها، وهذا شكّل لديّ رغبة شديدة في التعرف الى قريتي.

في التحرير عام 2000، كان عمري 12 سنة، وكانت المرة الأولى التي أرى فيها قريتي، كان لدينا منزل هناك، لكنه منزل غير مكتمل البناء، وبدأنا ببناء المنزل تدريجيا وسكنا في الطابق الأرضي، عندما انتهينا من بنائه، أصبحت لدينا القدرة على الذهاب إلى القرية، لذلك يمثّل لي هذا البيت، الوسيلة لكي أذهب وأتعرف إلى قريتي، وأمضي الصيف فيها، وأبني صداقات وعلاقات، عندما أصبح لدينا هذا البيت، انقلبت حياتي، وعشت تجارب لا يمكن عيشها في المدينة مثل الصيد والزراعة، وكل هذه النشاطات جعلتني أتعلق بالمنزل والقرية أيضا.

أمّن هذا البيت، إعادة اجتماع العائلة الكبيرة، وكنا نجتمع فيه في الأعياد، كان الحل لانهاء تشتت العائلة الذي عانينا منه قبل التحرير، لذلك هو ليس مجرد منزل، بل مكان لإعادة جمع العائلة.

الخوف من فقدان بيت القرية بدأ في حرب 2006، فكان لدينا هذا الهاجس أن نفقد ما بنيناه، ليس المنزل فقط، بل العلاقات الاجتماعية أيضا، ووصلنا خبر غير دقيق حينها أن المنزل دُمّر. لقد وفّر لنا هذا المنزل التوازن بين القرية والمدينة، ويصعب علينا أن نتخيل عيش هذا التشتت من جديد، ونحن نعيشه الآن، والخوف هو من أن يصبح هذا التشتت دائما، أن لا نستطيع العودة.

وفّر لنا هذا المنزل التوازن بين القرية والمدينة، ويصعب علينا أن نتخيل عيش هذا التشتت من جديد، والخوف هو من أن يصبح هذا التشتت دائما

حسن مراد

غادر أهلي المنزل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، كنا نطمئن اليه من خلال الأشخاص الذي بقوا في القرية، وفي يونيو/ حزيران 2024، زرت لبنان، وذهبت لمدة ساعة واحدة مع أمي إلى القرية من أجل واجب عزاء، وكانت حالة البيت جيدة، وهذا أعطانا أملا أن البيت قادر على الصمود، ولكن بعد تطور الأمور، خاصة بعد ضربات "البيجرز" وتوسع الحرب في 23 سبتمبر/ أيلول، لم يعد لدينا سبيل للاطمئنان الى المنزل، سوى التقدير والتنبوء حول القصف الذي طاول عيترون، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، أرسل لنا أحد أصدقاء أخي صورة جوية تظهر أن البيت لا يزال صامدا، حتى بُلّغنا أنه دمّر نهائيا في 28 أكتوبر/تشرين الأول، وللمفارقة أنه كان عيد زواجي أيضا، وفي الحقيقة كنا نتوقع حدوث ذلك بسبب الفيديوهات التي انتشرت عن تفخيخ الأحياء في القرى الحدودية والتي كان يبثها الجيش الإسرائيلي، ولكن مهما تهيّأت نفسيا للموضوع، عندما تشاهد منزلك مدمرا فإن المشهد يكون بالغ الصعوبة.

Mahmoud ZAYYAT - AFP
نازحون يتناولون الفطور في مدرسة في صيدا.

الإرباك الصعب أيضا كان كيف سنخبر أمي وأبي: هل نخبرهما أساسا، هل نجعلهما يشاهدان الفيديو والصور؟ كنا مربكين، ولكن أمي علمت بالموضوع لأن الفيديو انتشر، وكانت أمي في حالة نفسية صعبة جدا وراحت تبكي، وحاولت مواساتها قدر الإمكان، ولكني أيضا لم أصمد وبكيت أمام دموع أمي.

أبي كان يمدّنا بالمعنويات وكان متماسكا، وأعطانا نوعا من الأمل، وخفف عنا الألم، لكننا كنا حزينين ومتعبين نفسيا على والدي أيضا، فهو الذي بنى المنزل، وهو الذي تمسك ببنائه وبإعادتنا إلى عيترون، لذلك كان إحساسي  صعبا جدا بين القوة التي تحلى بها أبي لكي يدعمنا نفسيا، وبين حقه في الحزن والبكاء والضعف أمامنا حزنا على منزله الذي دمّرته إسرائيل".

البيت ليس فندقا

داليا المقداد: "أنا من حارة حريك، ولدت وترعرعت هناك، علاقتي بالمنزل كانت أنه بمثابة فندق، أذهب إليه للنوم فقط، حياتي وروتيني كانا خارج المنزل وخارج الضاحية أيضا. ولكني لا أستطيع القول الآن إن هذه العلاقة لا تزال كما كانت، بعد أن فقدت القدرة على الذهاب إلى المنزل، والنوم فيه، اكتشفت أنه لم يكن فندقا، بل كان هو الملجأ الأخير الذي أذهب اليه آخر النهار، سريري وغرفتي، وكل تلك التفاصيل، كان الأمان والملجأ. عادة في الحرب، تخرج من المنزل إلى الملجأ، أنا أشعر الآن أن ملجئي وأماني هو بيتي في الضاحية، الذي لم أعد أستطيع النوم فيه.

كيف أطمئن الى المنزل؟ للأسف أول طريقة للاطمئنان هي الإنذارات والخرائط التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، لأرى مدى قرب الضربة من المنزل، وأستعمل خرائط 'غوغل" لذلك، ولا أنام عندما تكون الغارات في الليل، لأطمئن إلى أن المنزل لا يزال قائما.

المنزل لا يعوض، فهو ليس حجرا فحسب، هو ذكريات وطفولة، هو المكان الذي تعرف أن تمشي فيه ليلا من دون ضوء

داليا المقداد

لديّ محطة أسبوعية، السبت صباحا، أدخل إلى الضاحية، وأطمئن الى المنزل، أشتري ربطة خبز من الفرن في الحي، وأعطيها لأهلي عندما أزورهم لكي يتذكروا طعم الحي.

في الطريق إلى المنزل، كنت أتجنب الأحياء المدمرة، كي لا أرى المشهد، للأسف الآن لا يوجد طريق الى المنزل من دون دمار، كل الطرق التي تؤدّي إليه مدمرة.

زيارة المنزل شعور لا يوصف، أشاهده، ألمس الجدران، العلاقة اختلفت جدا قبل الحرب وبعدها، أرتبه دائما قبل مغادرتي، أريد أن ينتظر عودتنا، ويسألونني دائما ألا تخافين من تلك الزيارة، ولا أستطيع القول إني لا أخاف، ولكني لا أقوم بهذه الزيارة من منطلق الشجاعة، نعم أخاف. يمكن أن تقتلني إسرائيل في أي لحظة، ولكن حبي للمكان والمنزل يمدانني بالشجاعة للقيام بهذه الزيارة الأسبوعية.

يقولون لي إن الناس يموتون وإن كثرا يخسرون أولادهم وأهلهم، وهذا طبعا شيء مؤلم جدا، ولكنه لا يلغي الحق في الشعور بالخوف على منازلنا، يقولون يُعوّض وهذا صحيح، ولكن المنزل لا يعوض، فهو ليس حجرا فحسب، هو ذكريات وطفولة، هو المكان الذي تعرف أن تمشي فيه ليلا من دون ضوء، المكان الذي تحفظه جيدا، حاولت أن أنقذ ذكرياتي من المنزل، كالصور وميداليات الركض، وذكريات السفر، كي لا أخسرها، هذه الذكريات لا يمكن تعويضها.

الكلمة المفتاح بالنسبة إليّ هي العودة إلى المنزل، ولن أكون في حالة جيدة نفسيا إلا فيه، فعليا لا أتحمّل خسارة منزلي الذي لا يزال صامدا إلى الآن، ولا أدري كيف يشعر الناس الذين خسروا منازلهم وكيف يستطيعون تحمل هذه الخسارة، عندما يخسر أحدهم شخصا عزيزا عليه نقول "الله يصبره"، وهذا شعوري تجاه البيت، فحمى الله البيوت، وكل ما في داخلها من أيام وذكريات، وعلى أمل أن نعود إليها".

font change

مقالات ذات صلة