حديث واحد يتصدر طاولات مجالس الوزراء وقاعات مجالس الإدارة والبعثات الديبلوماسية منذ أسبوعين. الانتصار الساحق الذي حققه الرئيس دونالد ترمب والحزب الجمهوري في الانتخابات الأميركية، سيمنح سلطات هائلة إلى رئيس متهور يؤمن بأساليب اقتصادية غير تقليدية وبنهج عدواني في المفاوضات. تتسابق كبار الشخصيات حكومات العالم، وقطاعات الأعمال على إختلافها، لتحليل العواقب، بالنسبة إلى أميركا وبقية العالم.
تُصدِر أميركا، أكبر اقتصاد في العالم، العملة الاحتياطية العالمية، وتستضيف أكبر المصارف والشركات. نظرا الى حجمها وتداخلها مع الاقتصاد العالمي أن مجرد تغييرات صغيرة في سياساتها الداخلية، يمكن أن يتردد صداها بعيداً من شواطئ البلاد. يعد الرئيس ترمب بإصلاح الركائز الرئيسة للاقتصاد الأميركي، من التجارة إلى الهجرة. وتهدف سياساته إلى إعادة تشكيل تدفقات البضائع ورؤوس الأموال والعمالة التي تغذي الاقتصاد العالمي. وهذا سيولّد بعض الرابحين، والعديد من الخاسرين، في كل أنحاء العالم.
"أجمل كلمة في القاموس هي الرسم الجمركي"
يشكك الرئيس ترمب بشدة في التجارة. "أجمل كلمة في القاموس هي الرسم الجمركي"، هذا ما قاله أمام جمهور من رجال الأعمال في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. هو يدعو إلى بناء جدار حماية شامل، مع رسوم جمركية تتراوح بين 10 و 20 في المئة على البضائع المستوردة كلها، بالإضافة إلى رسوم جمركية أعلى بكثير تستهدف قلة من البلدان السيئة الحظ.