لا يكاد يمر يوم في هذه الفترة دون أن تتصدر قضايا التجسس على الجزائر لصالح المغرب عناوين الأخبار في الصحف والمواقع الإلكترونية، وشريط العواجل أسفل الشاشات، وتطرح هذه الأحداث تساؤلات كثيرة حول الأهداف والأسباب والمخاطر، وتذهب التساؤلات أيضا باتجاه التدابير الممكن اتخاذها لمكافحة أنشطة التجسس المغربية، والتي أصبح القلق الجزائري يتعاظم بشأنها.
"بيغاسوس" وشبكات خاصة
تكشف البيانات الرسمية الصادرة عن جهاز الأمن الجزائري عن تنامي النشاط العدائي التجسسي الذي تقوده المخابرات المغربية، وتُشير التفاصيل المُعلن عنها من طرف الجهات القضائية والأمنية أن هذا النشاط لم يعد يقتصر فقط على برنامج "بيغاسوس" (أقوى برنامج تجسس تم تطويره على الإطلاق من قبل شركة خاصة) الذي تم من خلاله التجسس على مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار ومواطنين جزائريين، بل تعداه إلى استهداف العمق الاستراتيجي الجزائري، باستخدام شبكات تجسس خاصة تحت غطاء الصناعات اليدوية، أو الأعمال الحرفية التي يشتهر بها المغاربة في الجزائر، ودأبوا على ممارستها منذ سنوات خلت.
آخر تطورات هذا الملف الساخن والخطير، توقيف اثنين من الرعايا الأجانب بمحافظة سيدي بلعباس (ولاية جزائرية تقع غرب البلاد) قاما بأعمال عدائية ضد الجزائر. وبحسب ما كشفته مصالح الأمن الجزائري فإن الموقوفين متهمان بتهم "جناية التجسس والتخابر مع دولة أجنبية، إضافة إلى جنحة العمل بأي وسيلة كانت قصد المساس بوحدة الوطن".