يحتفل العالم كل ثالث خميس من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بـ"اليوم العالمي للفلسفة" الذي أعلنته منظمة "يونسكو" في 2005. لمناسبة هذا اليوم، يكتب عبد السلام بنعبد العالي عن العلاقة بين "أم العلوم" والأدب.
قيل إن الفلسفة هي أم العلوم. بما هي أم، فهي ما فتئت ترعى أبناءها وتتدخل في شؤونهم. تدخلها في الأدب، بل حتى في غيره من الدراسات والفنون، أمر معهود. فلطالما أبدت الفلسفة فضولا و"تدخلا في ما لا يبدو أنه يعنيها"، ولطالما ادعت، خلال تاريخها، أن مهمتها الأساس هي التأسيس، مهمتها إقامة الأسس، أو لنقل، على الأقل، إنها كانت تحس في نفسها قدرة على التأسيس.
في هذا المعنى، بررت الفلسفة لنفسها خلال حقبة ليست بالقصيرة تدخلها في العلوم، بررت فضولها العلمي. وقد تبين في ما بعد أن العلوم ليست في حاجة إلى مثل هذا التأسيس، وأن التدخل الممكن للفلسفة في مجال العلوم، إن كان لا بد منه، لا يمكن أن يكون إلا مغايرا.
توضيحا للمسألة، لنكتف هنا بالإشارة إلى انتقادات غاستون باشلار ومساهماته في هذا المجال.
الأمر نفسه ينطبق على علاقة الفلسفة بالأدب. إن ربط الفلسفة بالأدب لا ينبغي أن يفهم هنا تأسيسا فلسفيا للفعالية النقدية، كأن تدعي الفلسفة أن كل نقد يقوم على جهاز مفاهيمي، ومهمتها هي، أن تعمل على إبراز الأسس الفلسفية التي يقوم عليها ذلك النقد.
وظيفة الفلسفة
إن لم يكن الأمر على هذا النحو، وإن لم تكن علاقة الفلسفة بالأدب علاقة تأسيس، فما المقصود بربط الأدب بالفلسفة، من طريق هذا الواو الذي يحب أحد الزملاء التونسيين أن يسميه "واو القضية"؟