شكّل حكم المحكمة الدستورية المصرية، الذي ألزم مجلس النواب التدخل "لإحداث التوازن في العلاقة الإيجارية" بين المالك والمستأجر، حالة من الرضا والإنصاف وأثلج صدور الملايين من مالكي العقارات القديمة، الذين ظلوا لعقود يشعرون بضياع حقوقهم تحت مظلة "قانون الإيجار القديم". واعتبر كثيرون هذا الحكم تحريكاً للمياه الراكدة، إذ منح القانون المستأجر حق المكوث في الوحدة المؤجرة وتوريثها لأبنائه في مقابل جنيهات قليلة، بينما قد يعاني المالك من عدم وجود مسكن له أو لأبنائه، بسبب عدم امتلاكه الحق في إخراج المستأجر أو ورثته من العقار.
وجاء هذا الحكم بعد مطالبات وشكاوى متكررة من المالكين حول تدني القيم الإيجارية الشهرية التي لا تتجاوز 15 جنيهاً (30 سنتاً). بل تصل في بعض الأحياء، التي كانت يوماً ما مساكن لعلية القوم والباشوات، مثل ضاحيتي غاردن سيتي والزمالك، بالإضافة إلى مصر الجديدة والكربة، إلى ما بين جنيهين و10 جنيهات فقط. وقد جرى إبرام عقود تلك الوحدات في خمسينات القرن الماضي وستيناته، مما يثبت أحقيتها في الإيجار لمدة 59 عاماً قابلة للتجديد والتوريث إلى الأبد بالقيمة نفسها.