لا تكاد تخلو أي محادثة نصية، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الرسائل النصية، من استخدام الرموز التعبيرية أو "إيموجي" التي تُعدّ وسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر والأفكار في المحادثات النصية تضيف طابعا شخصيا وتفاعليا يُغني عن الكلمات في كثير من الأحيان، مما يساعد في توضيح النبرة والمزاج.
الرموز التعبيرية ليست مجرد موضة رسائلية لجيل الألفية؛ بل يمكن اعتبارها لغة بدائية. فالرموز التعبيرية الصغيرة والعاطفية تمثل أول لغة ولدت في العالم الرقمي مصممة لإضافة فارق عاطفي إلى نص مسطح.
تعتبر "إيموجي" اليوم أكثر من مجرد رموز تعبيرية يستخدمها الشباب في المراسلات الرقمية، فهي لغة جديدة نشأت في العصر الرقمي، وقد تطورت بشكل سريع لتصبح أداة تعبير عالمية تجسد المشاعر والمعاني بشكل مختصر وبسيط. مع مرور الوقت، أصبحت الإيموجي تمثل وسيلة تواصل بين مختلف الثقافات والأعمار، وأصبحت تظهر في الرسائل الرسمية والتقارير الحكومية، مثل التقرير الاقتصادي الذي أصدره البيت الأبيض مستخدما "إيموجي".
وظهرت أول مجموعة من "إيموجي" في اليابان عام 1999 بفضل الفنان شيجيتاكا كوريتا، حيث كانت تتألف من 176 رمزا فقط للتعبير عن حالات الطقس والمواصلات والتكنولوجيا وغيرها من الأمور اليومية. مع مرور الوقت، شهدت "إيموجي" انتشارا عالميا، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من التواصل الرقمي بفضل منصات مثل "آبل" و"أندرويد" التي أدمجت لوحة الإيموجي في أنظمة التشغيل الخاصة بها.
والآن، يوجد 3790 رمزا تعبيريا في معيار "يونيكود" اعتبارا من سبتمبر/أيلول 2024. ويشمل ذلك تسلسلات الجنس أو لون البشرة والأعلام والمكونات المستخدمة لإنشاء أغطية المفاتيح والأعلام والتسلسلات الأخرى.