دعا بنك التسويات الدولية (BIS) الذي يعتبر "مصرف المصارف المركزية"، لـ 63 دولة، في يونيو/حزيران المنصرم، إلى السعي للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي لتطوير أدوات المصارف المركزية التحليلية من خلال تتبع البيانات في الوقت الفعلي. ومن شأن ذلك أن يعمق معالجتها لهذه البيانات ويحسن قدرتها على التنبؤ بتوجهات التضخم بشكل آني وأكثر دقة.
كان رصد المؤشرات الاقتصادية هذا، غير متاح في أعقاب جائحة "كوفيد - 19" والغزو الروسي لأوكرانيا، حيث فشل الاحتياطي الفيديرالي الأميركي والمصرف المركزي الأوروبي وغيرهما من المصارف المركزية الكبرى في فهم حجم ارتفاع التضخم على نطاق عالمي.
وقد أوضح الفصل الخاص من التقرير الاقتصادي السنوي لبنك التسويات الدولية لعام 2024 آثار التطبيقات الجديدة للذكاء الاصطناعي على المصارف المركزية، فأشار إلى توقعات بأن يؤثر الذكاء الاصطناعي على النظام المالي وأن يعيد تشكيل أسواق المال والعمل، وتاليا توجهات الإنتاج والنمو الاقتصادي بشكل جذري. وذكر أن اعتماد التكنولوجيا الحديثة على نطاق واسع، انعكس على قدرة الشركات على تعديل الأسعار بسرعة أكبر، استجابة للتغيرات في الاقتصاد الكلي، مما رتب تأثيرات على ديناميكيات التضخم.