إذا كان الهدف الأكبر الذي يسعى إليه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب هو إحداث تحول جذري في المؤسسة العسكرية بواشنطن، فإن ترشيحه للمحارب المخضرم ومقدم البرامج على قناة "فوكس نيوز" بيت هيغسيث لتولي منصب وزير الدفاع المقبل قد نجح بالفعل في تحقيق التأثير المطلوب.
خلال فترته الرئاسية الأولى، شهدت علاقة ترمب بالكثير من كبار القادة العسكريين الذين اختارهم لحكومته توترات ملحوظة. فعلى سبيل المثال، لم يصمد الجنرال هربرت ماكماستر، أحد أبرز القادة العسكريين الأميركيين، سوى عام واحد كمستشار للأمن القومي قبل أن يغادر منصبه. وعلى النهج نفسه، استقال الجنرال جيم ماتيس، وزير الدفاع حينها، في عام 2019، تعبيرا عن رفضه لقرار ترمب بإنهاء الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.
في الوقت ذاته، ظهر الاستياء العميق الذي انتاب الكثير من كبار القادة العسكريين تجاه أسلوب ترمب المتسلط خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، من خلال تصريحات الجنرال جون إف كيلي، وزير الأمن الداخلي السابق في إدارة ترمب، أثناء الانتخابات الرئاسية، حيث اتهم ترمب بامتلاك "ميول فاشية".
وصرّح كيلي في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" قائلا: "إنها أيديولوجية وحركة سياسية يمينية متطرفة تتسم بالقومية المتشددة، وقيادة ديكتاتورية، واستبداد مركزي، وعسكرة، وقمع قسري للمعارضة، والإيمان بالتسلسل الهرمي الاجتماعي الطبيعي".
وعقب انتصاره الساحق في الانتخابات الرئاسية، أعلن ترمب بوضوح عزمه خلال ولايته الثانية تعيين الموالين المتشددين فقط، ممن يلتزمون تماما بأجندة "أميركا أولا"، بدلا من اختيار الشخصيات الاختصاصية التقليدية من واشنطن، التي غالبا ما كانت تعارض أهدافه خلال ولايته الأولى.
ومن هذا المنطلق، اتخذ ترمب القرار المثير للجدل بتعيين بيت هيغسيث، المناظر التلفزيوني البارز البالغ من العمر 44 عاما، والذي يفتقر إلى الخبرة اللازمة لإدارة بيروقراطية هائلة مثل البنتاغون، لتولي حقيبة وزارة الدفاع.