تعكس قمة «بريكس بلس» التي عُقدت في مدينة قازان الروسية ظهور نظام متعدد الأقطاب، كما تعبر عن استياء متزايد لدى بعض القوى الناشئة من النظام المالي العالمي. ومع ذلك، كشفت القمة أيضًا عن عدم وجود توافق في شأن القضايا الرئيسة وغياب رؤية سياسية متماسكة، فيما تواجه مجموعة "بريكس" صعوبات في تحقيق رؤية وهوية مشتركة حتى قبل انضمام الأعضاء الأربعة الجدد، مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة. انضمام الدول الأربعة، وربما السعودية لاحقًا، سيجعل المجموعة تستمر في النضال من أجل هويتها. أما في شأن القضايا العامة مثل تسهيل التجارة والاستثمار الأجنبي، فستكون الاتفاقات بين أعضاء المجموعة أسهل في التوصل إليها، مقارنة بالمواقف الجيوسياسية أو ردود الفعل تجاه الدولار، حيث من المحتمل أن تفشل محاولة إنشاء رؤية لـ«الجنوب العالميّ»، ولكن كونه تجمّعا دوليا اشبه بالمنتدى، فسيظل نقطة تجمع مفيدة وقد تحقق بعض الاختراقات الديبلوماسية.
استضافت روسيا قمة «بريكس بلس» في مدينة قازان من 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث رحبت بقادة من 36 دولة، في أكبر حدث في مجال السياسة الخارجية تستضيفه روسيا على الإطلاق، كما كانت هذه القمة الأولى منذ توسيع المجموعة؛ حيث انضمّت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة، مما رفع العدد الإجمالي للأعضاء إلى تسعة.
خطط بوتين لاختراق عزل روسيا والعقوبات
بالنسبة الى الرئيس فلاديمير بوتين، كانت القمة فرصة لإظهار أن روسيا ليست معزولة بعد الحرب في أوكرانيا. وفي هذا الصدد، حققت القمة بعض المكاسب. تحت وطأة العقوبات، سعى بوتين أيضًا للاستفادة من الاستياء بين القوى المتوسطة الصاعدة تجاه ممارسة الولايات المتحدة سلطتها المالية وهيمنة الدولار في التجارة العالمية، وخاصةً فرض تدابير أحادية ضد الدول التي تعتبرها "غير ملتزمة" أو تشكل تهديدًا لمصالحها.
وقد كان هذا موضوعًا يثيره غالبًا زميله البرازيلي في مجموعة "بريكس". كما أن هذه القضية تهم إيران التي تواجه عقوبات صارمة. ومع ذلك، لم يحقق بوتين الكثير من الزخم في هذه القضية، إذ لا تتوافق مع مواقف الهند أو الأعضاء الجدد مثل الإمارات ومصر. لكن من المتوقع أن يكون الدولار موضوعًا متكررا في فعاليات "بريكس بلس" المستقبلية.