في مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول، من كل عام يحتفل الناس بالمشروب الشعبي الأكثر شهرة في العالم، وهو مشروب القهوة، حيث يصل معدل الاستهلاك السنوي لـ 400 مليار كوب سنوياً مما يجعله أكثر المشروبات شعبية على الإطلاق، حيث أصبح هذه المشروب الداكن جزءاً من الحياة اليومية لمعظم الناس، وارتبط بتراث الشعوب والأمم، واختلط مع عاداتهم وتقاليدهم، وطرقهم المتعددة في تحضيره، وطبخه، وتقديمه.
هذا المشروب العالمي وثيق الصلة بشكل كبير بالتراث العربي الإسلامي، بل إن كل ما يخص القهوة، أصلها، وجذورها، واسمها، وانتشارها، وطقوسها مرتبط بشكل عميق جدا بالثقافة العربية الإسلامية، حيث يشير تقرير في موقع "سي ان ان" إلى أن القهوة مشروب العالم الغربي اليوم هو في الأصل أحد اكتشافات الحضارة الإسلامية، مثله في ذلك الجامعات، والمستشفيات، والطب، ونظام الأرقام العشرية، وغيرها.
أما من ناحية أصل الكلمة، فإن اسم القهوة في جميع اللغات العالمية ليس إلا إعادة نطق للاسم العربي، فلفظ "القهوة" في أصلها عند العرب كان اسما من أسماء "الخمر" كما جاء في كتاب العين للفراهيدي "والقهوة: الخمر، سميت قهوة لأنها تقهي الإنسان. أي: تشبعه، وتذهب بشهوة الطعام". ويذكر أبو علي القالي في "البارع في اللغة" قول الأصمعي: "إنما سميت قهوة لأنها تقهي صاحبها عن الطعام. وأقهم إذا لم يشته. ورجل قهم إذا لم يشته الطعام".