قبل أن يكمل الرئيس الإيراني "الإصلاحي" مسعود بيزشكيان مائة يوم منذ استلامه لمنصبه، أصدر القضاء الإيراني حُكما بإعدام أربعة ناشطات مدنيات إيرانيات؛ ما يشكل تحديا سياسيا للرئيس وفريقه "الإصلاحي"، الذين شيدوا حملاتهم الانتخابية على وعود وتعهدات ببدء مرحلة من الانفتاح السياسي وزيادة الحريات المدنية والعامة، وكبح جماح كل مؤسسات كانت محل انتقاد شديد منهم طوال سنوات حُكم الرئيس الأسبق إبراهيم رئيسي.
المثير لدهشة المراقبين، أن أحكام الإعدام صادفت ذكرى الاحتجاجات التي انتشرت في مختلف أنحاء إيران قبل عامين، بعد اغتيال "شرطة الأخلاق" للمواطنة الكردية الإيرانية مهسا أميني، وكان بيزشكيان وفريقه الرئاسي ينتقدون سلوك القوات الأمنية تجاه المواطنين وحرياتهم المدنية وقتئذ، ويعبرون عن تضامنهم مع الضحية والاحتجاجات التي حدثت فيما بعد.
الحُكم على الناشطات الأربع صدر بتهمة "التمرد المسلح ضد الدولة". أما عن المحكومات الأربع فهنَ الناشطة العمالية الشهيرة شريفة محمدي والناشطة السياسية/المدنية فاريشة مرادي وعاملة الإغاثة بخشان عزيزي والمتظاهرة نسيمة سيمياري. ثلاث منهن، عدا الناشطة العمالية، ينتمين إلى الأقلية القومية الكُردية شمال غربي البلاد، حيث وقعت احتاجات مهسا أميني قبل عامين.
المنظمات الحقوقية الإيرانية في الخارج اتصلت بذوي المحكومات الأربع، حيث نفوا تماما التُهم الموجهة لهن، إذ قالت نجلة الناشطة العمالية شريفة محمدي إن والدتها لم تكن تزاول إلا العمل المدني العلني المباشر، في أوساط الطبقة العاملة الإيرانية، مضيفة أنها اعتُقلت أواخر العام الماضي وتعرضت لتعذيب شديد، وبقيت متروكة في غُرفة انفرادية منذ اعتقالها.
كذلك نفى محامو الناشطة الكردية الإيرانية فاريشة مرادي أن تكون عضوة ميدانية في حزب "الحياة الحُرة" (بيجاك)، المُقرب من "حزب العمال الكردستاني" كما قال الادعاء العام، ومثلها الناشطة الإغاثية بخشان مرادي، فالناشطتان فقط شاركتا في عملية تقديم الخدمات للنازحين والمرحلين إلى المخيمات، بعد الهجمات التي شنها تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق.