إنها عجائب المخيلة السينمائية وقد تجسّدت على أرض الواقع، هذا أقلّ ما يمكن أن يُقال في وصف مدينة الملاهي السينمائية، "استديوهات يونيفرسال"، التي شُيدت على هضبة تُشرف على أحياء واسعة وتلال معمورة وأراض خالية في مدينة لوس أنجليس الأميركية في ولاية كاليفورنيا، حيث ترتفع كلمة هوليوود معلقة على الجبل في السماء كأنها عنوان على غلاف مدينة مشهورة بقصصها ورواياتها السينمائية تطل على المحيط الهادئ أسسها الحاكم الإسباني فيليبي دي نيبي Felipe de Neve في الرابع من سبتمبر/أيلول 1781، وأُطلق عليها في البداية اسم "بلدة سيدتنا ملكة أنجليس".
على مدخل متنزهات "استديوهات يونيفرسال" تنتصب أكشاك يجلس فيها رجال ونساء لقطع التذاكر تحت أشجار نخيل سامقة، تنتشر تقريبا في أنحاء المدينة كافة. وما إن تسير بضعة أمتار، بعد صعود درج متوسط الارتفاع، والدخول من الباب الرئيس إلى ساحة واسعة، حتى تنبسط أمامك مشاهد واقعية كانت في البداية مشاهد سينمائية. ولكن قبل أن نخوض في هذا، لنلقِ الضوء على العقل المدبّر لهذا كله، كارل لاميل الذي ارتبط اسمه بهذه العجائب الأرضية.
كارل لاميل المؤسس
يُعدّ كارل لاميل، مؤسس "استوديوهات يونيفرسال" للإنتاج السينمائي، من الأسماء اللامعة في تاريخ السينما الأميركية. تمتع بذكاء عال، وقدرة استثنائية على التجديد، واكتشف ممثلين موهوبين، تعاقد معهم وقدّمهم من طريق تخصيص أدوار لهم في الأفلام.
لم يقتصر الأمر على الممثلين بل شمل أيضا المخرجين. علاوة على ذلك، امتلك لاميل رؤية تجارية مكّنتْهُ من تحويل صناعة السينما من عملية مشاهدة تتم في الصالات المغلقة أمام الشاشة إلى تجربة تفاعلية معرفية في الهواء الطلق حيث يستطيع الزائر أن يتجوّل في خلفيات لم تكن رؤيتها متاحة من قبل إلا للعاملين بها.