ما إن نشر "اليوتيوبر" اليمني جلال الصلاحي غلاف روايته، "محاولة"، التي يعتزم نشرها لدى دار "عناوين" في القاهرة، حتى تفاعل العديد من اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي، مستنكرين خوض الصلاحي في الكتابة الأدبية، بحجة الأسلوب الحاد الذي اشتهر به والمتضمّن أحيانا الفاظا لاذعة تجاه معارضيه السياسيين، على اختلاف مستوياتهم.
يرى منتقدو الصلاحي أن أسلوبه النقدي الحاد لا يؤهله لكتابة الرواية، وذهب بعضهم إلى القول إنه ربما دفع لمؤلف آخر لكتابة الرواية نيابة عنه. وأكد بعض المعارضين أنهم ليسوا في حاجة لانتظار صدور الرواية لتقييمها، إذ يعتقدون أن الصلاحي غير قادر على إنتاج عمل ذي قيمة أدبية، وفي حال جاءت الرواية جيدة، فسيكون ذلك دليلا على أنها ليست من كتابته.
وباستثناء قلة من الذين دافعوا عن الكاتب، فإن معظمهم لم يقبلوا النقاش حول آرائهم، وكان من اللافت أن الصلاحي التزم الهدوء، على غير عادته، واكتفى بمشاركة المنشورات القليلة التي دافعت عنه وعن حقه في الكتابة.
من يكتب الرواية؟
يستند البعض في تحديد من يحق له كتابة الرواية، إلى معايير تقليدية تعتبر الأديب صاحب رسالة، ذا لغة رفيعة تحظى باحترام المجتمع. غير أن هذا المنظور قد يبدو متقادما، إذ يُظهر تاريخ الأدب أن الكتابة لم تكن حكرا على المثقفين التقليديين. فقد برز شعراء وكتاب متمردون مثل الشعراء الصعاليك قبل الإسلام وفي العصر العباسي وحتى عصرنا الحالي.