جوزيف باحوط: ثلاثة سيناريوهات أمام "حزب الله" بعد الحرب

مدير "معهد عصام فارس" في بيروت يستقرئ لـ"المجلة": واقع حرب لبنان ومستقبلها

إنستغرام
إنستغرام
مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية جوزيف باحوط

جوزيف باحوط: ثلاثة سيناريوهات أمام "حزب الله" بعد الحرب

أخذت الحرب الحالية بين "حزب الله" وإسرائيل منعطفا خطيرا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، مع ترجيحات أن الحرب لن تكون قصيرة. فهي حرب حملت مفاجآت كثيرة، أبرزها التفوق الاستخباراتي والتكنولوجي لإسرائيل، وترجم ذلك من خلال تفجيرات أجهزة "البيجر" التي أصيب من جرائها ما لا يقل عن 3000 عنصر من "حزب الله"، إضافة إلى اغتيال قادة "الحزب" وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصرالله. هذه الضربات القوية التي تلقتها منظومة "حزب الله"، والتي تلاها تدمير ممنهج لمناطق "نفوذ الحزب" من جنوب لبنان إلى شرقه، إضافة إلى الضاحية الجنوبية، يطرح الكثير من الأسئلة، أبرزها:

متى ستنتهي هذه الحرب، وكيف سيتعامل "حزب الله" مع الداخل اللبناني في "اليوم التالي" للحرب، وماذا عن تأثير الانتخابات الأميركية في كل ذلك؟ من يستطيع أن يعيد الهدوء إلى الشرق الأوسط، المرشح الجمهوري دونالد ترمب، أم الديمقراطية كامالا هاريس؟ ولماذا لم نلحظ أي تأثير أو تدخل روسي– صيني، بالرغم من محاولة إسرائيل تغيير التوازنات في الشرق الأوسط؟ وهل نحن أمام لحظة مفصلية لولادة شرق أوسط جديد على أنقاض حرب لبنان وغزة؟

الحرب المفتوحة

كل هذه الأسئلة طرحتها "المجلة" على مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية جوزيف باحوط. الذي يعتقد أن "الحرب لا تزال مفتوحة، على أفق طويل ويمكن أن يمتد إلى عدة أشهر وربما أكثر. ما الطريقة التي تنتهي بها الحرب، وماذا سيبقى من (حزب الله)، وإن كان يستطيع أن يستمر في المواجهة بالحد الأدنى؟ كل ذلك سيحتم أجوبة مختلفة طبعا".

"حزب الله" كجسم سياسي، اجتماعي، اقتصادي متغلغل في المجتمع اللبناني وهذا يعني أنه سيدافع عن مكاسبه الداخلية، ربما بطريقة لن تكون سهلة أو ناعمة

ويضيف: "الهدف المعلن في العقل الإسرائيلي والذي لم يعد هناك شك حوله، تخطى على الأقل عند بنيامين نتنياهو ومعظم الأركان حوله، إعادة تشكيل تفاهمات أمنية جديدة في الجنوب، وعودة سكان الشمال، إلى استئصال "حزب الله" بشكل نهائي وكامل، أو على الأقل قضمه بشكل كبير، وطبعا إزالة جناحه العسكري وربما إخراجه من الحياة السياسية اللبنانية. وهذا يتلاقى مع بعض الأهداف الأميركية، وهو ما يثير مخاوف وتساؤلات. ولكن هل هذه الأهداف سوف تتحقق، برأيي أنها لا تزال بعيدة المنال، وإن تحققت فسندخل في الجانب المخيف للموضوع وسنكون أمام حرب مفتوحة ومدمرة جدا. وربما يعني إسقاط النظام في إيران أو على الأقل إخضاعه بأن يقبل بالتخلي كليا عن أذرعه في المنطقة و"حزب الله" هو الذراع الأول والأهم، والاستثمار الأول لإيران في المنطقة".

ثلاثة سيناريوهات

ولكن ما المخاطر على الداخل اللبناني؟ بحسب باحوط هناك ثلاثة سيناريوهات:

- السيناريو الأول: "حزب الله" مهزوم من إسرائيل، ولكنه كجسم سياسي- اجتماعي- اقتصادي متغلغل في المجتمع اللبناني وهذا يعني أنه سيدافع عن مكاسبه الداخلية، ربما بطريقة لن تكون سهلة أو ناعمة.

(أ.ف.ب)
رفع علم "حزب الله" في موقع لغارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أكتوبر 2024

- السيناريو الثاني: "حزب الله" غير مهزوم كليا ولكن يقبل التوصل إلى تفاهمات أمنية على غرار 1701، معدلة ومدعمة، وهذا يعني بميزان القوة الداخلية في لبنان أن سلطته لا تزال موجودة، وهنا سنصل إلى تفاهمات جديدة في الساحة الداخلية تأخذ وجود "حزب الله" بعين الاعتبار، وعلى الأطراف الأخرى التي بشكل معلن أو غير معلن تراهن أو تتسرع بقراءتها لهزيمة "حزب الله"، أن تعيد النظر في هذا الأمر، وهذا الانعطاف لن يكون سهلا.

- السيناريو الثالث: إقليميا، المسار مفتوح، إن كانت هذه الحرب مفتوحة لأشهر عديدة، لتصفية القضية الفلسطينية، وتصفية "حزب الله"، وتعمل على إخضاع إيران، أعتقد أننا سندخل في دوامة ودينامية لا أحد يعلم ما حدودها، وستتخطى موضوع "حزب الله" في لبنان، إلى رسم معالم شرق أوسط جديد وهي غير واضحة حتى الآن، وإن كانت واضحة أعتقد لن تكون سهلة المنال، وستكون ممهورة بالدم والنار والعنف المتزايد حتى الوصول إلى هذه المعالم.

الشرق الأوسط بعد الانتخابات الأميركية

في حين تتجه أنظار العالم إلى نتائج الانتخابات الأميركية التي ربما تظهر خلال ساعات، ليعرف من سيحكم الولايات المتحدة، يعيش سكان لبنان وقطاع غزة حالة ترقب وكأن هذه الانتخابات ستكون طوق النجاة، لتكتب نهاية لحمام الدم والدمار الذي يخيم على بلدانهم منذ أكثر من عام. ولكن ما السيناريو المتوقع لإنهاء الحرب في لبنان إن كان الفائز ترمب أم هاريس؟

وصول دونالد ترمب إلى الرئاسة ربما هو شيء خارج عن المعهود في تاريخ أميركا وربما في تعاطي أميركا مع شؤون المنطقة

في هذا السياق يقول باحوط: "في هذه المنطقة نعيش منذ عقود، من انتخابات أميركية إلى أخرى، وفي كل مرة هناك انتظار لرئيس جديد وإدارة جديدة بانتظار أن تتغير أمور في المنطقة، هذا الانتظار أعتقد كان خائبا في أكثر من مرة، خصوصا أن هناك استمرارية أكثر مما نتصور في السياسة الأميركية. ولكن في الوضع الحالي هناك انتخابات خارجة عن المعهود، فوصول دونالد ترمب إلى الرئاسة ربما هو شيء خارج عن المعهود في تاريخ أميركا وربما في تعاطي أميركا مع شؤون المنطقة".

ويضيف: "أعتقد حتى الآن الأمر غير واضح حتى للذين يعتقدون أنهم يعلمون ماذا سيفعل ترمب، من الممكن أن يتفاجأوا لأنّ ممارسات الرجل أظهرت أنّه يستطيع أن يتقلب بطريقة كبيرة.

ومن الملاحظ أنه إلى الآن برهنت إسرائيل وتحديدا بنيامين نتنياهو أن لديه إمكانية وإرادة بأن يتجاهل كليا النصائح أو الضغوطات أو المخططات الأميركية، بل أكثر من ذلك فقد استطاع أن يجر أميركا إلى أماكن ربما كانت لا تريد الذهاب إليها، وإن كانت هذه الأماكن تناسب السياسة الأميركية.

فإذا تم انتخاب ترمب، علينا أن ننتظر من 5 نوفمبر إلى 20 يناير/كانون الثاني، موعد استلام الرئيس، هذه الفترة التي يكون فيها ترمب رئيسا منتخبا، وإدارة بايدن على وشك الانتهاء، أي أصبحت "البطة العرجاء" كما يطلق عليها. في هذه الفترة سيكثف نتنياهو من تحقيق أهدافه على الأرض، والتي من الممكن أن تصل إلى أماكن جنونية، عبر تدمير أكبر قدر مما يمكن تدميره في لبنان. ومحاولة قضم "حزب الله" إلى مستويات يصعب تصورها حتى الآن، وربما القيام باستهدافات أكبر في سوريا، وربما استكمال توجيه الضربات إلى إيران، وأعتقد أن نتنياهو لديه القدرة وربما النية أن يستكمل هذه الحملة الجوية على إيران وصولا إلى إخضاع إيران كليا.

خياران أمام الإدارة الأميركية

بهذه الفترة أعتقد أن الإدارة الأميركية لديها خياران، الأول أن تكمل بمبدأ عدم القدرة على التأثير كما هو حاصل حتى الآن، وعندها يخرج بايدن من البيت الأبيض ليدخل التاريخ كرئيس شاهد على تدمير الشرق الأوسط. الثاني أن يتخذ بايدن قرارا تاريخيا بإيقاف هذه الحرب، فليس لديه أي شيء ليخسره، عبر الضغط على نتنياهو، ولكنني لا أرى أنه سيتخذ هذا المسار".

(أ.ف.ب)
ترمب يصافح هاريس خلال مناظرة تلفزيونية جمعتهما

يتابع باحوط: "إذن هناك احتمال بأن يستمر نتنياهو بحملة (تنظيف) الشرق الأوسط، وتهيئة الأرضية لمجيء ترمب إلى البيت الأبيض، وعندما يصل ترمب سيعلن أنه أصبح لدينا شرق أوسط بملامح جديدة وعليه أن يسعى لإعادة ترتيب هذه المنطقة على أسس هو يعلمها، وربما تكون هذه الأسس في شرق أوسط تمت تصفية القضية الفلسطينية فيه.

وأيضا سيسعى ترمب بقوة إلى استكمال عمليات التطبيع التي ستلتحق باتفاقيات أبراهام".

ومهما كان وضع إيران حينها في رأي باحوط، فإن ترمب سيطرح عليها التسوية الأخيرة، أي الاستسلام بشكل مقنع، والتخلي عن أذرعها في المنطقة، وربما في المقابل إنقاذ نظامها.

في العلن يبدو أن الصين وروسيا ليس لديهما القدرة على منع الحرب، وفي الظاهر يبدو هناك مشاهدة باردة وخجولة من قبلهما لما يحدث على الأرض

أما إذا انتخبت كامالا هاريس، يقول باحوط: "أعتقد أن نتنياهو سيستمر في أسلوبه، إلى حين أن يؤخذ القرار في واشنطن بأنه يجب وقف ما يقوم به، وهذا القرار ربما يأخذ أميركا ونتنياهو إلى مشكلة وربما يستوجب إطاحة نتنياهو إسرائيليا، وهذا لا أراه ممكنا من دون تغيير لغالبية الأكثرية النيابية التي يعتمد عليها، أو عبر فتح مسارات غير سياسية، أي قضائية أو غير ذلك".

ويلفت باحوط: "علينا أن لا ننسى أنه قبل حرب غزة كان هناك حديث أميركي حول تخفيف الوجود الأميركي في المنطقة، والانكباب للتركيز على مناطق أخرى، هل هذا القرار سيبقى ساريا كما هو في واشنطن أم إن ما يقوم به نتنياهو هو فتح باب للولايات المتحدة لتدخل من جديد وبقوة على بناء الهيكلية الشرق أوسطية، وأعتقد هذا السؤال سيبقى مفتوحا".

روسيا والصين... مشاهدة باردة وخجولة

لماذا لم تدخل روسيا والصين في مبادرة جدية لإنهاء هذه الحرب، خصوصا أن خطة إسرائيل باتت واضحة بتغيير معالم الشرق الأوسط. فهل هناك استسلام من طرفهما رغم أن لديهما مصالح كبيرة في المنطقة، أم إن التغيير الذي يمكن أن يحدث في الشرق الأوسط يقع في مصلحتهما؟

يعتقد باحوط أنّه "في العلن يبدو أن الصين وروسيا ليس لديهما القدرة على منع أو مقارعة هذا الأمر، وفي الظاهر يبدو هناك مشاهدة باردة وخجولة لما يحدث على الأرض".

ولكن بالنسبة لروسيا يقول باحوط: "ربما في حساباتها لا ضرر لمصالحها أن يخف تأثير إيران نوعا ما في لبنان أو سوريا أو على القضية الفلسطينية، وإن كان هناك حلف متين جدا بينهما في عدد من الأمور، ولكن موسكو لا تمانع أن تملأ هذا الفراغ الذي ستتركه طهران لا سيما في سوريا مثلا".  

(أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الملتقطة من مدينة صور بجنوب لبنان سحابة من الدخان تندلع في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على قرية دير قانون في 14 أكتوبر 2024

ويضيف: "أعتقد أن النقطة الفاصلة لروسيا، هي انتظار وصول ترمب إلى البيت الأبيض، وبانتظار أن يقوم بعدة اتفاقات مع موسكو أولها إنهاء الصراع في أوكرانيا بشروط روسية، وربما الاستعانة بروسيا لقضم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وربما إعادة ترسيم منطقة يشارك فيها الروسي على الهامش أي في سوريا مثلا".

أما بالنسبة إلى الصين، فيقول باحوط: "بكين إلى الآن ليست لاعبا فيما يسمى السلطة القوية، فهي لا تزال في السلطة الناعمة أي سلطة الاقتصاد والتكنولوجيا. بالطبع لها خطوة جريئة ومهمة في المصالحة الإيرانية- السعودية، وهذه الخطوة كانت مبادرة دبلوماسية جديدة في تاريخ الصين في الشرق الأوسط. وأعتقد أنه من الممكن أن تبني الصين على هذه الخطوة لحجز مكان لها في التوازنات الجديدة، ولكن هذا المكان سيكون نسبيا وثانويا في التفاهم الجديد الأميركي– الإسرائيلي وربما الخليجي في المنطقة.  أعتقد أن الصين ستحاول بعد عشر سنوات أو أكثر أن تأخذ مكانا لها في الشرق الأوسط على وقع ما سيؤول إليه نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة".

لبنان "مختلف" وشرق أوسط "جديد"

في الأشهر الماضية، وتحديدا بعد ارتفاع وتيرة الحرب على "حزب الله" ارتفع منسوب الحديث عن "شرق أوسط جديد"، وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح إعادة تشكيل الشرق الأوسط، فهل ستنجح هذه المرة؟

يؤكد باحوط أنّه "بعد حرب غزة ولبنان، بالطبع سيخلق شرق أوسط مختلف، هل هذا هو الشرق الأوسط الجديد بالمعنى الذي طرح في أميركا عام 2003، أي هل هذا نظام إقليمي شرق أوسطي جديد مستدام وقابل للحياة. الأكيد أننا أمام مشهد جديد، وفي رأيي هناك لبنان جديد بعد هذه الحرب، ولكن ليس من الضروري أن يكون بشكل إيجابي. نحن أمام لبنان مختلف، فهناك مليون ونصف المليون نازح، أما (حزب الله) الذي كان بأوج قوته فإنه يعيش الآن مرحلة جديدة، هذا عدا عن انكسار اللحمة بين المجتمع اللبناني".

من الصعب جدا أن يتم التفكير بأن نظاما إقليميا جديدا يمكن أن يبنى على أنقاض الحرب الشاملة وتدمير مجتمعات بأكملها

ويتابع باحوط: "أيضا ربما في الشرق الأوسط الجديد لن يكون هناك قطاع غزة، وربما يكون هناك محاولة لتغيير التوازنات في الضفة الغربية، وهذا كله يعني أن هناك شيئا جديدا في الشرق الأوسط، ولكن هذا لا يعني أن هناك شرق أوسط جديدا، وأعتقد أنه لا يزال من المبكر الحديث عنه".

ويضيف: "الطريقة التي يبنى فيها هذا الشرق الأوسط الجديد تحمل في طياتها بذور تدمير هذه المعالم، ومن الصعب جدا أن يتم التفكير بأن نظاما إقليميا جديدا يمكن أن يبنى على أنقاض الحرب الشاملة وتدمير مجتمعات بأكملها. وزرع بذور للحقد والكراهية تؤسس لنية الأخذ بالثأر في المستقبل... مشروع الشرق الأوسط الجديد في عام 2003، والذي حمله المحافظون الجدد في واشنطن، كان يرتكز على بعض الأفكار الكبيرة، أفكار طموحة، أي نشر الديمقراطية في المنطقة، بدءا بنزع ديكتاتورية نظام صدام حسين في العراق، وسلام عادل وشامل... أما اليوم فإن الشرق الأوسط الجديد يبنى على أساس مهم وهو تصفية القضية الفلسطينية، أي على أساس إجحاف تاريخي مضاعف، وعلى أحقاد وانكسارات كبيرة سيكون لديها تداعيات لا يمكن تخيلها، وأيضا يبنى على تحالفات وأوضاع هي نفسها من الشرق الأوسط القديم... لذلك فإن ارتكاز شرق أوسط جديد على هكذا ركائز يحمل في طياته مكامن ضعفه، وإمكانية الانقلاب عليه يوما ما".

وأعرب عن اعتقاده أن "بعض دول الغرب ربما لديها تعويل بعض الشيء على هذا الشرق الأوسط، الذي يبنى على أساس تدمير بعض القوى التي كان يصعب التعاطي معها مثل (حزب الله) و(حماس)، ولكن سيكتشفون بسرعة أن إعادة بناء شرق أوسط جديد على هذا الركام لن تكون سهلة وربما سينقلب عليهم يوما ما".

ولكن ماذا عن دور الدول العربية في ولادة هذا الشرق الأوسط؟ يقول باحوط: "علينا أن نقر ونعترف بأن النظام العربي اليوم مشرذم، فلا يوجد نظام عربي موحد، نحن خرجنا للتو من الثورات العربية والتي لا تزال تداعياتها حتى اليوم، والتي كانت مكان انقسام عربي كبير بين الدول التي كانت مستعدة نوعا ما إلى الحديث عن التغيير. والبعض في العالم العربي يرى بشيء من الهيبة ومن الخوف والهلع ما يقوم به نتنياهو. ربما أن هناك لدى البعض انبهارا بالقدرة على استعمال القوة المفرطة وتغيير بعض الأمور التي كانت كل الناس تعتقد أنها من الصعب أن تحصل، مثل اغتيال حسن نصرالله، ولكن في الوقت نفسه هناك استدراك بأن هذا الأمر يمكن أن يأخذها إلى أماكن لا يمكن تحملها، كإنشاء شرق أوسط على ركام مجتمعات عربية كاملة، وإنشاء شرق أوسط عبر تصفية القضية الفلسطينية. وأيضا أن يكون هناك جبار واحد في المنطقة وهو نتنياهو وهذا الأمر بعقل المنظومة العربية التقليدية يصعب التأقلم والتعايش معه إلى ما لا نهاية. لذلك أعتقد أن الشرق الأوسط الجديد كما هو مطروح اليوم لا يزال فكرة إمبريالية أو تسلطية قوية مبنية على القوة المفرطة، وحتى الآن تستثنى الشراكات لأفق حقيقي للتنمية والحرية والمشاركة...".

font change

مقالات ذات صلة