كيف يعيش المغتربون اللبنانيون وقائع الحرب في بلدهم؟

قلق وترقّب وشعور بالعجز وتحفّظ عن خوض النقاشات السياسية

Charly TRIBALLEAU - AFP
Charly TRIBALLEAU - AFP
مغتربون لبنانيون يستقبلون أهلهم في مطار ديترويت.

كيف يعيش المغتربون اللبنانيون وقائع الحرب في بلدهم؟

عبارة "لقد بدأت الحرب"، التي توجّس منها اللبنانيون في الداخل والخارج، باتت أمرا واقعا منذ صباح يوم 23 سبتمبر/ أيلول عندما أفاقت مناطق عدة في الجنوب والبقاع على غارات إسرائيلية ضخمة، في مناطق عدة لم يطاولها القصف خلال سنة من الحرب "المنضبطة" بين "حزب الله" وإسرائيل على الحدود اللبنانية، والتي كان الأول قد سماها "حرب الإسناد" لغزة.

وقعت الحرب، ويمكن توجيه اللوم في أيّ اتجاه، ولكن بما أن الواقعة وقعت كما يقول زياد رحباني، فربما العتب واللوم وحتى السياسة لم تعد تنفع في شيء، فقد أصبحنا أمام الواقع المرير، من قصف ودمار يوميين، يوديان بحياة العشرات يوميا، ويدمران منازل الآلاف، ويحرقان حقولهم، ويهجرانهم من قراهم ومدنهم. أكثر من مليون شخص نزحوا من الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، منهم من ذهب الى مراكز الإيواء، ومنهم من حالفه القليل من الحظ باستئجار أو إيجاد منزل في المناطق التي باتت تسمّى "المناطق الآمنة"، أي تلك التي لم يطاولها بعد القصف الإسرائيلي.

بالإضافة إلى الحرب والخسائر البشرية والمادية ومشكلة النزوح، ينقسم الشارع اللبناني في الداخل والخارج حول الموقف من الحرب، ومن المتسبّب فيها، ومن لم يعمل على وقفها أو منعها، ويحتدم النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يبدي مغترب رأيه السياسي، فيُعيّر بمكان إقامته، أي أنه بعيد عن الحرب والدمار ولا يحقّ له إبداء الرأي، ويُتهم بعض من يعيشون خارج لبنان، خاصة من مؤيدي "محور المقاومة" بالمزايدة، وبأنهم يروجون للحرب على دماء اللبنانيين من دون تكبّد أي خسارة من قبلهم، ولا شك أن هذا الموقف إشكالي، فهل فعلا يجب ألا يـتأثر الموقف السياسي، خاصة في ظل الحرب، بسبب "الامتيازات" التي يملكها صاحبه؟

"المجلة" تحدّثت إلى مجموعة من المغتربين اللبنانيين في دول مختلفة، عن شعورهم تجاه ما يشهده بلدهم، وعن السياسة، والحق في التكلم في السياسة وإعطاء آرائهم الصريحة في المسألة.

أعيش حياتين منفصلتين تماما، الأولى في الهاتف حيث تدور حرب والثانية خارج الهاتف حيث لا شيء يحدث كالعادة

جهاد، الولايات المتحدة الأميركية

 حياتان منفصلتان

جهاد/الولايات المتحدة الأميركية: "أفضّل لو كنت موجودا هناك بالطبع، ليس انطلاقا من حنين مشوّه ولا في سبيل ادّعاء بطولة أو تضحيات، بل هو شعور عادي بالانتماء يجعلني أفضل دائما أن أكون موجودا في البلد خلال أحداثه الكبرى. 

لا سبب يدعوني إلى القلق أكثر ممن يعيشون في لبنان في ظل الخطر الداهم وضغوط  الحرب النفسية والمعيشية. أعيش حياتين منفصلتين تماما، الأولى في الهاتف حيث تدور حرب والثانية خارج الهاتف حيث لا شيء يحدث كالعادة. لكنني على الأرجح أمضي معظم وقتي متابعا التطورات في لبنان من لحظة استيقاظي حتى ساعة متأخرة من الليل.

من حق الجميع أن يقولوا ما يريدون حيث يكونون، والسوشال ميديا باتت توفر حرية الرأي هذه. واللبنانيون جميعا يعيشون الحياتين اللتين ذكرتهما سابقا ولا يحق لأحد أن يطلب من مهاجر ألا يعبر عن رأيه فقط لأنه مهاجر، وفي الغالب ستسمع الرأي ونقيضه ونقيض النقيض، الى ما لا نهاية. وفي ظل عجز الجميع عن التأثير في الحرب سلبا أو ايجابا، نحن نمارس ضوضاء افتراضية جماعية كتلك التي تعود عليها اللبنانيون خلال الحرب الأهلية. الآن جميعنا يحكي، في لبنان وخارجه، على سبيل تزجية الوقت في انتظار نهاية الحرب التي لا ناقة ولا جمل لأحد منا في تحديد مصيرها".

Charly TRIBALLEAU - AFP
الإمام محمد علي الإلهي يؤم صلاة في دار الحكمة الإسلامية في ديربورن هايتس.

مفارقة

أما مايا المقيمة في دبي، فتقول: "كنت أتمنى فقط ألا تشتعل حرب جديدة بينما أنا بعيدة عن أهلي، لكن ذلك حدث. أتذكر حرب 2006 ومشاهد حرب غزة، وأشعر بالرعب من تلك المشاهد. كيف يمكنني تحمّل فكرة حرب جديدة؟ أشعر بالعجز كأنني تائهة داخل نفق أسود، عاجزة عن العمل أو التركيز. كيف يمكنني التحدث الى زملائي في العمل عن مشروع جديد بينما أهلي يعيشون تحت القصف ووطني يدمر كلّ لحظة؟ حينها أشعر أنه عالم تافه وحقير. أصبح يومي عبارة عن متابعة للأخبار بشكل متواصل، عيناي معلقتان بشاشة هاتفي، لا أستطيع النوم وأستيقظ مرعوبة، مرات عدة خلال الليل كأنني اختنق، "أين ضربوا؟ أنتم بخير؟ ..." يطمئن قلبي للحظة عندما أرى الصورة الصباحية لفنجان قهوة أمي المعتاد... ما زالوا أحياء... أتنفّس الصعداء. اقرأ الأخبار وألعن الحرب وأجبر نفسي على الذهاب إلى العمل. 

ما زالوا أحياء... أتنفّس الصعداء. اقرأ الأخبار وألعن الحرب وأجبر نفسي على الذهاب إلى العمل

مايا، دبي

الوحدة في الغربة باتت أصعب وأثقل مع مشاعر الغضب و القهر وقلة الحال التي تسيطر على عقلي. أما منصات التواصل فتفاقم المعاناة وتزيد الطين بلة، حيث يُنظر إلينا كجبناء لأننا "هربنا" بعد أول ضربة.

كيف لأحد قول ذلك؟ فأحبائي، أهلي وذكرياتي، هناك، لا أحد يستطيع انتزاع ذلك مني ولا انتزاع حقي في التكلم، فأنا ليس بيدي سوى أن أتكلم. أحيانا أدوّن مشاعري، ولكن غالبا ما أصمت. ومع ذلك، أتفهّم مشاعر من يعيشون التجربة والحق يقال: يجب أن نكون حذرين تجاه مشاعر من يواجهون الرعب و الذعر والقصف يوميا. أما عمن يحاضرون بالناس عن بعد، فيذكرني ذلك بقول جدتي: من يأكل العصيّ ليس كمن يعدّها".

AFP
رجال إطفاء يعملون على إخماد حريق بعد غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

حياة عبر الهاتف

ميشال/فرنسا: "منذ التصعيد الإسرائيلي على لبنان في سبتمبر/أيلول الماضي، بات كل اهتمامي منصبا على متابعة الأحداث والاطمئنان على عائلتي وأصدقائي في بيروت والجنوب. كانت الأيام الأولى من التصعيد هي الأصعب، خاصة أن لدي أصدقاء كانوا ما زالوا في الجنوب، وعانوا كثيرا للوصول إلى بيروت والبحث عن مسكن آمن. كان من واجبي مساعدتهم، ولو من بعيد، بقدر الإمكان. تمنيت حقا أن أكون بين أهلي وأصدقائي، لأن ذلك كان سيجعل الأمور أسهل بالنسبة إليّ، من أن أكون بعيدا أنتظر رسالة على هاتفي لأطمئن.

تغيّر روتيني اليومي تماما، فأصبحت أمضي معظم الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة كل جديد. وفي كل مرة أحاول الابتعاد عن الأخبار في عطلة نهاية الأسبوع من خلال الخروج مع الأصدقاء، أجد نفسي منشغلا بمتابعة التطورات، وأشعر بعدم الارتياح لأن بلدي وأهلي ليسوا بخير.

كل مرة أحاول الابتعاد عن الأخبار في عطلة نهاية الأسبوع، أجد نفسي منشغلا بمتابعة التطورات، وأشعر بعدم الارتياح لأن بلدي وأهلي ليسوا بخير

ميشال، فرنسا

للمغترب كامل الحق في المشاركة في النقاش السياسي وإبداء رأيه في شأن ما يحدث في بلده. لأنه حتى وإن كان بعيدا جغرافيا، هو مرتبط ثقافيا وعاطفيا بمشاكل بلده، وله الحق في التعبير عن رأيه حول قضايا تخص وطنه، خاصة إذا كانت هذه القضايا لها تأثير على أسرته ومستقبله.

في المقابل، تبقى للمغترب امتيازات مقارنة بمن يعيش داخل بلده، خاصة انه يعيش في بلد آمن بعيد عن أخطار الحرب اليومية، وبالتالي يمكنه التحدّث بأريحية أكبر في ما خص الحرب والمقاومة دون أن يواجه تهديدات مباشرة بالموت او الدمار الذي يعيشه من هم في أرض الوطن.

كما أن المغترب الذي يعيش في بلدان أكثر استقرارا أو ديمقراطية قد تكون له آراء مختلفة حول الصراعات مقارنة بمن يعيش في البلد ويختبر الصراع والموت بشكل مباشر. من السهل على من هم خارج نطاق الخطر والحرب أن يتبنوا مواقف متشددة نوعا ما، دون أن يواجهوا التبعات اليومية، مثل الخوف من الموت أو فقدان الخدمات الأساسية. لذا، من المهم أن يعترف المغتربون بامتيازاتهم وأن يتحلوا بالتواضع في التعبير عن آرائهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات تؤثر مباشرة في حياة الآخرين".

FREDERICK FLORIN - AFP
متظاهرون يشاركون في تظاهرة دعمًا للشعبين الفلسطيني واللبناني في ستراسبورغ.

كابوس

رشا/لندن: "لا أستطيع وصف شعوري، كأنني في كابوس أرى فيه أهلي وأصدقائي وبلدي تلاحقهم النار وأنا أراقبهم، غير قادرة على الصراخ ولا على تغيير مجريات الكابوس، وغير قادرة على أن أستفيق منه. أنا جبانة عادة، لكنني حين أكون في الطائرة مثلا وتصل إلى ارتفاع معين، أقنع عقلي بأنه الآن لم يعد هناك مفر، إما أن أموت مع الجميع وإما أن أصل إلى وجهتي معهم، هكذا أطمئن نفسي، وهذا ما فعلته خلال حرب 2006 مثلا. ولكن الأمر ليس مشابها البتة في هذه الحرب، من أحبهم في الطائرة وأنا آمنة على الأرض، ولا أستطيع أن أتصور حياتي من دون أي فرد من عائلتي أو أي أحد من أصدقائي.

كأنني في كابوس أرى فيه أهلي وأصدقائي وبلدي تلاحقهم النار وأنا أراقبهم، غير قادرة على الصراخ ولا على تغيير مجريات الكابوس

رشا، لندن

أخذت إجازة من العمل في بداية الحرب لأن القصف كان يبدأ بعد الساعة الثانية عشرة ليلا، كنت أنام نهارا وأستيقظ عند منتصف الليل وأظلّ ساهرة حتى الصباح لكي أراقب الضربات إن كانت قريبة من أهلي وأصدقائي، وأنام بعد انتهاء القصف. ولا أظن أنني وحدي في ذلك، لأن أخي وهو خارج لبنان أيضا أخبرني أنه يقوم بالشيء نفسه. من الخارج الأمور ليست أصعب، لأنه لا يوجد أسوأ من العيش تحت الخطر، لا أستطيع أن أتحدث عن معاناة شخصية فيما كل من في لبنان يواجهون الموت حرفيا. ولا أستطيع حتى المقارنة بين يومياتي ويومياتهم، ولا يمكن أن أتصور كذلك أنني في لبنان، لأنني على الأرجح كنت سأفقد صوابي.

بالطبع، يحق للبنانيين في الخارج إبداء الرأي في الأحداث، فهم لهم أحبة في لبنان، وهم غالبا يحبون هذا البلد ولا يريدون رؤيته مدمرا، ولكنني لا أستطيع أن أبرّر ولا أن أحترم أي شخص يعيش في الخارج ويزايد على من يعيشون ضمن الخطر اليومي في لبنان ويخوّن من ينتقد أو يعتبر من تعب من الحرب والدمار عميلا أو جبانا، أو يشجع على استمرار الحرب بسذاجة المنتشي بموت غيره بينما يعيش هو في أمان، في حين أننا من نعيش في الخارج لدينا رفاهية التفكير، ورفاهية رؤية الأمور من بعيد، فيما كلنا نعرف في لبنان وخارجه إلى أين نحن والبلد ذاهبون، ونعلم أن ما يحصل هو دمار وموت، واستمرار المعارك قد يكون لتخفيف حجم الخسارة وقد لا يكون".

دوائر صغيرة

فرح/تورونتو: "لا يمكنني مقارنة معاناتي بالمعاناة التي يعيشها اللبنانيون في البلد وعندما كنت في لبنان كنت أرفض هذه المقارنة أيضا، فهناك الأمور أصعب بطبيعة الحال. 

سبق أن عملت في مجال الصحافة عندما كنت في لبنان، في تظاهرات 2015، و2019، وخلال انفجار مرفأ بيروت أيضا. الصعوبة اليوم، أني أعيش في الخارج مسكونة بشعور العجز عن المساهمة بأي طريقة...

بتّ أتجنب إبداء رأيي في العلن، ولا أعلق على التواصل الاجتماعي لأتجنّب الجدال والمشاكل، أو بسبب التعاطف الذي سيصلني والذي لا أريده

فرح، تورونتو

صحيح أنك تعيش في بلد آمن، ولكنك لا تستطيع التبرير لماذا أنت حزين في ظل الحياة الطبيعية التي يعيشها الآخرون، فصرت أتفادى الخروج إلا اذا كان الأصدقاء عربا ويفهمون ما أمرّ به، بهذا المعنى أجلس كل الوقت مع الهاتف لمشاهدة الأخبار ومجموعات العائلة على "واتساب"، كما أنني من أبناء الجنوب، ويظلّ من الصعب دائما أن تشاهد قريتك ومدينتك وشوارعك تدمر وأنت بعيد، تشعر بعجز هائل يمنعك غالبا من التعبير.

IBRAHIM AMRO - AFP
نازحون على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت.

أما في السياسة، فيحق لأيّ شخص في الداخل أو الخارج التعبير عن رأيه حول الحرب، لأننا في الأصل ما كنا لنغترب لو لم يكن الوضع السياسي بهذا السوء، لا أحد يترك بلده دون سبب، أو للتسلية، بل لأن سوء الأحوال الأمنية والسياسية والاقتصادية غالبا هي التي تدفعك للبحث عن مكان أفضل، مع ما يرتبه ذلك من تكاليف نفسية كالبعد عن العائلة والأماكن التي تحب.

أما خلال هذه الحرب، فقد بتّ أتجنب إبداء رأيي في العلن، ولا أعلق على التواصل الاجتماعي لأتجنّب الجدال والمشاكل، أو بسبب التعاطف الذي سيصلني والذي لا أريده، فأفضل التعبير ضمن مساحتي الصغيرة، بين عائلتي وأصدقائي، وهذا الرأي يمثل "فشة خلق" لا أكثر، فنحن غير قادرين على التغيير، والجدال لا ينفع في شيء، لكنني أشعر بالارتياح عندما أشارك رأيي وغضبي مع الأصدقاء".

مزايدة وتنظير

فرح/دبي: "في بداية الحرب كنت أشعر أني أريد أن أكون موجودة إلى جانب أهلي وفي بلدي، خاصة أني كنت موجودة خلال كل الأزمات التي حصلت في لبنان منذ عام 2019، وهذه هي "المصيبة" الوحيدة التي لم انوجد فيها، فصرت أتابع الأخبار كل الوقت مثل الجميع، حتى لو خرق جدار الصوت الساعة الرابعة صباحا، كنت أسعى إلى الاطمئنان على أفراد عائلتي، خاصة ابن أخي الصغير الذي يعاني من هلع شديد عند سماع كل خرق لجدار صوت. 

إذا كنت تذهب وتحتفل مع الأصدقاء في الخارج، فالشعور بالذنب يتضاعف، كما أن حالة الأمان التي أعيشها هنا تشعرني بالذنب

فرح، دبي

المشكلة أن الحياة في الخارج تسير بشكل طبيعي، فغالبية زملائك من جنسيات وبلدان أخرى، وأصدقائك أيضا، وفي بداية الأسبوع يسألونك عن وضعك وأهلك وبلدك ومشاعرك، ولكن تكمل الحياة والعمل على نحو طبيعي بعد ذلك، هذا الانفصال بين الواقع حيث تعيش، وبين أفكارك ومخاوفك وهمومك، متعب جدا، ويجب عليك ان تعيش هذا الإنكار، وهنا تشعر بالذنب، خاصة إذا كنت تذهب وتحتفل مع الأصدقاء في الخارج، فيتضاعف الشعور بالذنب، كما أن حالة الأمان التي أعيشها هنا تشعرني بالذنب.

في الشق السياسي، يزعجني النوع المزايد من الناس، ذلك الذي يريد التنظير والدعوة إلى الحرب والقتال إلى آخر نفس، من دون دفع أي ثمن وهو بعيد، ولكن في الوقت نفسه، فإن وجود هذه الفئة من المنظرين، لا يلغي الحق البديهي للبناني في الخارج في أن يبدي رأيه، فالبلد بلده في النهاية، مع الأخذ في الاعتبار مكان وجوده وعيشه، والأريحية التي يشعر بها، وتبعات هذا الرأي أو الموقف السياسي".

font change

مقالات ذات صلة