عبارة "لقد بدأت الحرب"، التي توجّس منها اللبنانيون في الداخل والخارج، باتت أمرا واقعا منذ صباح يوم 23 سبتمبر/ أيلول عندما أفاقت مناطق عدة في الجنوب والبقاع على غارات إسرائيلية ضخمة، في مناطق عدة لم يطاولها القصف خلال سنة من الحرب "المنضبطة" بين "حزب الله" وإسرائيل على الحدود اللبنانية، والتي كان الأول قد سماها "حرب الإسناد" لغزة.
وقعت الحرب، ويمكن توجيه اللوم في أيّ اتجاه، ولكن بما أن الواقعة وقعت كما يقول زياد رحباني، فربما العتب واللوم وحتى السياسة لم تعد تنفع في شيء، فقد أصبحنا أمام الواقع المرير، من قصف ودمار يوميين، يوديان بحياة العشرات يوميا، ويدمران منازل الآلاف، ويحرقان حقولهم، ويهجرانهم من قراهم ومدنهم. أكثر من مليون شخص نزحوا من الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، منهم من ذهب الى مراكز الإيواء، ومنهم من حالفه القليل من الحظ باستئجار أو إيجاد منزل في المناطق التي باتت تسمّى "المناطق الآمنة"، أي تلك التي لم يطاولها بعد القصف الإسرائيلي.
بالإضافة إلى الحرب والخسائر البشرية والمادية ومشكلة النزوح، ينقسم الشارع اللبناني في الداخل والخارج حول الموقف من الحرب، ومن المتسبّب فيها، ومن لم يعمل على وقفها أو منعها، ويحتدم النقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عندما يبدي مغترب رأيه السياسي، فيُعيّر بمكان إقامته، أي أنه بعيد عن الحرب والدمار ولا يحقّ له إبداء الرأي، ويُتهم بعض من يعيشون خارج لبنان، خاصة من مؤيدي "محور المقاومة" بالمزايدة، وبأنهم يروجون للحرب على دماء اللبنانيين من دون تكبّد أي خسارة من قبلهم، ولا شك أن هذا الموقف إشكالي، فهل فعلا يجب ألا يـتأثر الموقف السياسي، خاصة في ظل الحرب، بسبب "الامتيازات" التي يملكها صاحبه؟
"المجلة" تحدّثت إلى مجموعة من المغتربين اللبنانيين في دول مختلفة، عن شعورهم تجاه ما يشهده بلدهم، وعن السياسة، والحق في التكلم في السياسة وإعطاء آرائهم الصريحة في المسألة.