واشنطن – كلما كانت المنافسة في الانتخابات الأميركية أشد والتوقعات متقاربة، طالت فترة انتظار النتائج. في عام 2020 بلغ هامش فوز جو بايدن 44000 صوت في جورجيا وويسكونسن وأريزونا من إجمالي 155 مليون صوت على المستوى الوطني، وكان علينا الانتظار لخمسة أيام قبل أن تعلن شبكات التلفزيون عن الفائز. ووفقا لاستطلاعات الرأي الحالية، سيكون الهامش صغيرا مرة أخرى هذا العام. وما لم يفز أي من المرشحين، كامالا هاريس أو دونالد ترمب، بهامش كبير، فسوف يكون أمامنا انتظار طويل آخر هذا العام.
ينتهي فرز الأصوات من المناطق الريفية والبلدات والمدن الصغيرة بسرعة، وسنرى هذه النتائج في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني. تاريخيا، تؤيد الأصوات من هذه المناطق المرشح الجمهوري. أما نتائج الاقتراع في المدن الكبرى فتصل لاحقا وهي تؤيد الديمقراطيين عادة. وبالتالي غالبا ما تختفي صدارة الجمهوريين المبكرة بمرور الساعات والأيام، كما رأينا أيضا في عام 2020. وفي هذه السنة أيضا، يمكن أن نتوقع أن يتقدم ترمب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 5 نوفمبر مع النتائج المبكرة، ثم يبدأ الديمقراطيون تقليص الفجوة في الساعات الأولى من السادس من نوفمبر مع وصول نتائج التصويت من المدن الكبرى. ومن المرجح أن يعلن ترمب انتصاره في أواخر الخامس من نوفمبر قبل وصول موجة الأصوات الديمقراطية من تلك المدن، مثلما فعل في عام 2020.
التأخير في بطاقات الاقتراع بالبريد
ومع ذلك، يعلم ترمب أن ثمة المزيد من الأصوات التي ستخضع للفرز حتى بعد أن ترسل مراكز الاقتراع في المدن نتائجها. ففي عام 2020، جاءت 46 في المئة من بطاقات الاقتراع- أي ما يقرب من النصف- عن طريق البريد، وليس من مراكز الاقتراع. تقليديا، يستخدم الناخبون الديمقراطيون الاقتراع عبر البريد أكثر من الناخبين الجمهوريين. في عام 2020، على سبيل المثال، في الولايات الثماني عشرة التي فحصت تسجيل الأحزاب على بطاقات الاقتراع بالبريد، بلغت بطاقات اقتراع الديمقراطيين ثمانية عشر مليونا مقابل عشرة ملايين بطاقة للجمهوريين. وهذا الاختلاف هو الذي أفضى إلى فوز بايدن في الانتخابات.