كان لافتا دخول "القمامة" في السباق الانتخابي الأميركي الذي يقترب من يوم الحسم المفترض، إذ تبارت حملة المتنافسين، الديمقراطي والجمهوري، وجمهور مؤيديهما في تحويل القمامة إلى نقاط سياسية، في ظل سعي محموم للحصول على أصوات ناخبين، عبر توظيف القمامة، إما كدليل على التكبر والعنصرية، أو التواضع والتواصل مع الناس العاديين.
لم تفلح حملة المرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترمب، في الرد على الكلام المهين الذي تفوه به أحد الكوميديين، توني هينشكلف، الذين استضافتهم في تجمع انتخابي لها في نيويورك عندما قال: "إن بورتوريكو- وهي أرض تابعة لأميركا ليس لها صفة ولاية- عبارة عن جزيرة عائمة من القمامة وسط المحيط الأطلسي". لم تستنكر حملة ترمب كلام الكوميدي بل اكتفت بالقول: "إن هذا الكلام لا يعبر عن موقفها". ازداد الأمر سوءا عندما فعل ترمب الشيء نفسه بقوله: "إنه لم يسمع كلام هينشكلف" معتمدا على قابلية الإنكار التي يستخدمها كثيرا: "لا أعرفه، أحدهم وضعه هناك على المنصة، لا أعرف من هو".
لا يحق لمواطني بورتوريكو، الذين هم مواطنون أميركيون، التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ تقتصر مشاركتهم على الانتخابات التمهيدية، إذا كانوا يقطنون في الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي، والتي تبعد نحو ألف ميل عن أقرب نقطة برية أميركية، وهي مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الجنوبية. لكن يحق لأكثر من خمسة ملايين بورتوريكي يقطنون في الولايات المتحدة أن يصوتوا في الانتخابات الرئاسية.
لا يؤثر تصويت هؤلاء في نتيجة هذه الانتخابات إلا في ولايات أربع متأرجحة: بنسلفانيا حيث يشكلون نحو 3.7 في المئة من المصوتين، ونورث كارولينا ويشكلون نحو 1.2 في المئة من المصوتين، وجورجيا وتشكل 1.1 في المئة من المصوتين، وويسكونسن وتشكل 1.1 في المئة. بنسلفانيا هي الأهم بين الولايات المتأرجحة، ففيها أكبر عدد من أصوات المجمع الانتخابي، 19 صوتا، وفيها أيضا العدد الأكبر من البورتوريكيين مقارنة بالولايات المتأرجحة الأخرى، نحو 472,000، فيما يتعادل المرشحان الديمقراطي والجمهوري فيها بـنسبة 49 في المئة لكل واحد منهما، حسب آخر استطلاعات الرأي. بحسب مؤشرات أولية فإن ثمة غضبا متناميا بين هؤلاء البورتوريكيين ضد حملة ترمب بسبب هذه التصريحات، قد يحفز المزيد منهم للتصويت ديمقراطيا. تقليديا يدعم البورتوريكيون، كما معظم اللاتينيين في أميركا، البالغ عددهم حوالي 63 مليون شخص، أي ثاني أكبر مجموعة ديموغرافية في البلد بعد البيض، الحزب الديمقراطي، لكنهم أيضا من أقل الجماعات الإثنية تصويتا في الانتخابات. هنا يكمن جزء من تحدي الديمقراطيين، الذي واجهوه بنجاح في انتخابات 2020، ويتلخص بإقناع أكبر عدد ممكن منهم، ومن بقية الأقليات التي تصوت عادة للحزب الديمقراطي، خصوصا السود، بالتصويت في هذه الانتخابات سواء بريديا أو حضوريا.