يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلن القائد الميداني لـ "قوات الدعم السريع" في ولاية الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، انشقاقه، وسلم نفسه لقوات الجيش السوداني.
كيكل لا يختلف كثيرا عن قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي"، فهو لم يلتحق بالكلية الحربية، ولم يتلق أي تعليم أو تدريب عسكري نظامي، ولكنه انخرط محاربا في صفوف ميليشيات نظام البشير المختلفة، ثم عمل في ملفات مثل تهريب السلاح، وأتهم بأعمال إجرامية في منطقة "سهل البطانة"، شرق ولاية الجزيرة التي تنحدر أصول كيكل منها.
وفي أعقاب انقلاب 25 أكتوبر 2021، الذي أنهى مسيرة التحول المدني الديمقراطي في السودان، أعلن كيكل عن تشكيل "ميليشيا جهوية" تحت اسم "قوات درع الشمال". أعلنت هذه القوات أنها مكونة من 75 ألف مقاتل، وطالبت بإلغاء "اتفاقية جوبا للسلام" التي تم توقيعها بين حكومة الفترة الانتقالية، وحركات الكفاح المسلح في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان وجبال النوبة) في أكتوبر 2020. وكان من الواضح في تكوينها وخطابها، هيمنة المكونات التي كانت تنتمي إلى "قوات الدفاع الشعبي" وبقية الميليشيات الأيديولوجية التي تم إنشاؤها خلال عهد حكم الرئيس المخلوع عمر البشير على هيكلتها وصياغة اتجاهاتها.
وقد أعلنت قوات كيكل فور تكوينها، ولاءها ودعمها لقطبي الانقلاب، الجيش و"الدعم السريع"، المتحالفين حينها، والمتحاربين الآن. وفور اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، أعلن كيكل وقواته انضمامهما إلى "قوات الدعم السريع"، وتولى قيادة هجوم "الدعم السريع" على ولاية الجزيرة في 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتولى منصب قيادة الميليشيا في الولاية. وبالإضافة إلى ذلك، قام كيكل في مارس/آذار 2024، بالإشراف على تكوين الإدارة المدنية لولاية الجزيرة التابعة لـ"قوات الدعم السريع"، والتي جاءت تنفيذاً لاتفاق "حمدوك-حميدتي" الموقع بين "تحالف تقدم"، و"قوات الدعم السريع" في أديس أبابا في يناير/كانون الثاني 2024.