أعربت صحف ومواقع إيرانية عن قلقها خلال افتتاحياتها ومقابلات مع خبراء في الشأن الإيراني، من مغبة دخول إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل، منوهة أن تلك الحرب قد تكون بمثابة "خط أحمر" للجمهورية الإسلامية، نظرا لميزان القوى الذي يميل لصالح تل أبيب بسبب الدعم الأميركي المطلق.
وحذر أكثر من مقال من أن الصين وروسيا لن يدعما إيران، بالدعم نفسه الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل، وأن استعادة قوة الردع لن تكون بالانخراط في حلقة مفرغة من الهجمات المتبادلة.
وقال بعض الكتاب في الصحف الإيرانية، إنه على الرغم من ضرورة ضبط النفس، فإن إيران ستتصدى حتما لأي محاولة لزعزعة استقرار نظامها، إذا فرضت عليها الحرب، وأن سنين الحرب ستطول، وستصمد طهران كما صمدت إبان الحرب مع العراق لثماني سنوات في الثمانينات.
وكان مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي صرح بأنه: "لا ينبغي أن يتم التضخيم أو التقليل من شأن الهجمات الأخيرة، وأن المسؤولين سيقررون كيفية تفهيم الكيان الصهيوني إرادة الشعب الإيراني، ويجب القيام بما يضمن مصلحة إيران وشعبها".
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤولين إيرانيين مطلعين على تفاصيل الحرب: "إن المرشد وجه المجلس الأعلى للأمن القومي بالاستعداد لهجوم ضد إسرائيل".
وحول تصريحات المرشد الإيراني، يرى الناشط السياسي الإصلاحي "حميد رضا جلايي بور" في مقال بعنوان: "تصريحات المرشد؛ المواجهة العسكرية المباشرة خط أحمر" في صحيفة "هم ميهن" في عددها الصادر 29 أكتوبر/تشرين الأول بأن: "الرأي العام العالمي يمارس (المقاومة الناعمة) أمام الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وفي المقابل تقوم المقاومة في المنطقة خاصة (حماس) و(حزب الله) بـ (الحرب الصلبة) بعدد كبير من الضحايا، كما أن إيران تدخل شيئا فشيئا إلى (الحرب الصلبة). ولا يمثل تورط إيران بشكل تدريجي في (حرب مباشرة) مع إسرائيل استراتيجية سليمة، وينبغي على الجمهورية الإسلامية أن تعلنها صراحة بأن محو إسرائيل من الوجود، لم ولن يكون هدف النظام الإيراني، الذي يدافع دوما عن حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه من الحكومة الغاصبة. وينبغي على الجمهورية الإسلامية أن تدعم حركات المقاومة في المنطقة، غير أن التورط في حرب مباشرة مع دولة أخرى (خط أحمر) للجمهورية الإسلامية".
ويقول الكاتب: "ينبغي على الجمهورية الإسلامية الانخراط بشكل أكبر وأكثر تأثيرا في شق (الدبلوماسية المتوازنة) التي تحافظ على المصالح الوطنية... ستتهم القوى المتشددة النظام الإيراني بالمساومة، في حال امتناعها عن خوض حرب مباشرة مع إسرائيل، غير أن الحفاظ على إيران، يستلزم تجاهل هذه التصريحات المثيرة للاستهزاء".
وختم الكاتب بالقول: "أتصور أن هناك فئة في إيران تدفع النظام رويدا رويدا نحو مواجهة عسكرية، وحرب مباشرة مع إسرائيل. ويجب التحلي باليقظة. إن المرشد قلق من هذا الموضوع، ولكنه لا يعلنها صراحة".