يتداول مسؤولون غربيون وعرب، وثيقتين سريتين تتعلقان بسوريا حصلت "المجلة" على نصهما، الأولى أوروبية تتعلق بـ"العودة الطوعية للاجئين السوريين" وتقترح خطوات ملموسة بينها تعيين مبعوث أوروبي للانخراط مع دمشق ومؤسسات أممية للبناء على موضوع اللاجئين، وأحد المرشحين لهذا المنصب كريستيان بيرغر، والمشاركة في "إعادة تأهيل البنية التحتية" و"الحوار التقني على المستوى المحلي مع الأفراد غير المشمولين بالعقوبات" الأوروبية.
والوثيقة الثانية سورية، أعدتها وزارة الخارجية وسلمها الوزير السابق فيصل المقداد لعدد من نظرائه العرب ردا على ورقة عربية شرحت معايير التقارب مع دمشق السنة الماضية. الجديد هنا، أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اقترح على الرئيس بشار الأسد قيام لجنة مشتركة بتحديثها بحيث يقوم الجانب الأردني بترويجها عربيا وغربيا.
الورقة الأوروبية
جرى قبل يومين، اجتماع أوروبي لمناقشة ورقة أوروبية تقع في ثلاث صفحات، أعدت بعد اجتماع سابق عقد بناء على طلب سبعة وزراء أوروبيين رفعوا رسالة مشتركة إلى منسق الشؤون الخارجية جوزيف بوريل، طالبين فيها مراجعة السياسة المعتمدة مع دمشق والتخلي عن "اللاءات الثلاث" المتعلقة بالعقوبات والتطبيع والإعمار، ومبدأ أنه "لا يمكن تحقيق السلام في سوريا في ظل النظام الحالي".
وكان مجلس الاتحاد الأوروبي قد أقر في أبريل/نيسان 2017 الاستراتيجية الأوروبية وتقوم على "ثلاث لاءات": لا للتطبيع مع دمشق، لا لرفع العقوبات، لا لإعمار سوريا ما لم يتم تحقيق "تقدم ملموس" في العملية السياسة حسب القرار الدولي 2254.
وبقيت هذه "اللاءات" مرجعا لموقف الدول الأوروبية ومنسجمة مع موقف واشنطن الرافض للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية مع دمشق. وتقود الموقف الغربي كتلة رباعية، تضم أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. وبدأت في الفترة الأخيرة تبرز كتلة مقابلة داخل الاتحاد الأوروبي، إذ أرسل وزراء خارجية إيطاليا والنمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا إلى بوريل رسالة و"لا ورقة" أوروبية له وللاتحاد الأوروبي إزاء سوريا.