نتعرّف من خلال هذه الزاوية إلى أحدث إصدارات الكتب العربية، في الأدب والفلسفة والعلوم والتاريخ والسياسة والترجمة وغيرها. ونسعى إلى أن تكون هذه الزاوية التي تطلّ كلّ أسبوعين مرآة أمينة لحركة النشر في العالم العربي.
الكتاب: أكاذيب عشنا بها
الكاتب: حمزة بن قبلان المزيني
الناشر: دار جداول – لبنان
كتعريف عام لما يطرحه هذا الكتاب، نقرأ على غلافه كلمة تختصره بدقة، حيث ورد: يتناول هذا الكتاب بعض المقولات الشائعة في الثقافة العربية المعاصرة، ولا سيما في الوعظ الديني أو ما يسمى بـ"الدعوة"، إذ يتناقل الوعّاظ (والدعاة) وبعض الكتّاب هذه المقولات من غير توثيق لمصدرها، وربما يظن ناقلوها أن مجرد شيوعها وتكرارها في كتب قرأوها أو في مواعظ سمعوها يكفي توثيقا لها.
وتُسنَد أكثر هذه المقولات إلى كتّاب غربيين مشهورين أو إسرائيليين يعبّرون فيها عن عدائهم للإسلام والمسلمين أو يسخرون منهم أو يهدّدونهم. كما يمكن أن تتضمّن ادعاءات عن سرقة علماء غربيين آراء بعض العلماء العرب القدامى من غير أن يعترفوا بأخذهم منهم، أو ما يتعلق بـ"الإعجاز العلمي في القرآن"، بالإضافة إلى ادعاءات أخرى مما يشيع في الكتابات العامة، بل حتى الأكاديمية أحيانا.
تطلب الأمر من الكاتب السعودي حمزة بن قبلان المزيني أن يتتبع المصادر التي زعم كاتب (أكذوبة ما) أنه نقل عنها، مصدرا مصدرا، إلا أنه بعد البحث والتقصي لم يجد الكتاب "المصدر" الأول الذي استند عليه ناقلو تلك الأكذوبة جميعهم، وتبين أنها مجرد إشاعة أو كذبة صدقناها لشيوعها وتواترها بيننا، وذلك في كتابه الجديد "أكاذيب عشنا بها".
وبالفعل، ثمة الكثير من المقولات شائعة في الثقافة العربية، وفي الوعي العربي، ونتحدث عنها يوميا، ونكتبها على وسائل التواصل، إلا أن الكاتب أثبت زيفها، وأنها غير مستندة على أي مصدر، وأنها مجرد شائعة، بل كذبة صدقناها.