يراقب المجتمع الدولي بقلق إرتفاع حدة التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، وازدياد خطر المواجهة المباشرة بين الدولتين مع تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
تظهر نظرة قريبة إلى القوة العسكرية لكل من إسرائيل وإيران أن الأخيرة تتمتع بالأفضلية لجهة العديد، وفي الترسانة البرية والبحرية. لكن عقودا من العقوبات الدولية منعت إيران إلى حد كبير من الحصول على أحدث المعدات العسكرية ذات التقنية العالية، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).
في الوقت نفسه، تمتلك إسرائيل تكنولوجيا عسكرية أكثر تطوراً بأشواط من إيران. وتتفوق بقوتها الجوية، التي تعتبر واحدة من أكثر القوات تقدما في العالم. هذا بالإضافة إلى أن لإسرائيل حلفاء أقوياء، أي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
في الواقع، كون المسافة بين إيران وإسرائيل تزيد على 1500 كيلومتر، وبحكم وجود العراق والأردن بينهما، فمن المرجح ألا يشتمل أي صراع على غزو بري، بل سيعتمد بدلاً من ذلك على الضربات المتبادلة والهجمات الصاروخية.
وتمتلك إيران الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعا في الشرق الأوسط، والتي تضم آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، في حين تمتلك إسرائيل واحدة من الترسانات الصاروخية الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية والتي يمكن أن يصل مداها إلى 6500 كيلومتر، مقارنة بـ 2000 كيلومتر للصواريخ الإيرانية. كما يمكن لإسرائيل الاقتراب مباشرة من إيران بطائراتها المقاتلة من طراز "أف-35" وإطلاق صواريخ دقيقة تصيب أهدافها.
وكانت إسرائيل قد شنت يوم السبت الماضي، غارات جوية استهدفت مواقع متعددة في إيران. تأتي هذه التفجيرات بعد القصف الصاروخي الإيراني على مدن إسرائيلية، حيث تم إطلاق ما لا يقل عن 180 صاروخًا باليستيًا في 2 أكتوبر/تشرين الأول. وتشير بعض التفاصيل إلى أن إسرائيل استخدمت ضربات جوية وطائرات مسيرة دقيقة في هجومها لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي منشآت النفط والغاز، فضلاً عن المواقع العسكرية المرتبطة ببرنامج طهران النووي وإنتاج الصواريخ الباليستية.