الهجوم الإسرائيلي على إيران... "اتفاق غير مكتوب" بين الطرفين

رسالة سياسية أكثر من كونه ضربة عسكرية

رويترز
رويترز
طائرة حربية إسرائيلية تقول تل أبيب أنها شاركت في ضرب المنشآت العسكرية في إيران

الهجوم الإسرائيلي على إيران... "اتفاق غير مكتوب" بين الطرفين

وصفت مواقع إخبارية إيرانية الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت عسكرية إيرانية غرب البلاد بأنه "اتفاق غير مكتوب" بين الطرفين، بعد الحملة الدعائية الكبيرة في تل أبيب والتي تركت انطباعا بأن الرد على هجمات طهران سيكون كاسحا.

وقال موقع "عصر إيران" في افتتاحية أن حجم الدعاية والتهديدات الإسرائيلية كبيرا للغاية ولو كانت إسرائيل نفذت هذه الدعاية والتهديدات بالفعل لما بقي شيء من البنى التحتية العسكرية والاقتصادية بعد الهجوم ولكانت الحرائق التهمت المنشآت النووية والنفطية.

وأضاف أنه يبدو أن الطرفين تجاوزا الآن مرحلة الندية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أي طرف "يستطيع الصمود أكثر" في حال استمرار الهجمات وانطلاق حرب شاملة؟ لايبدو بأن الطرفين يرغبان في الجواب على هذا السؤال بشكل عملي.

وتقول إيران إن المنشآت العسكرية لم تتعرض لأية أضرار لأن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض كل الصواريخ ولكن هذا غير دقيق لأن إسرائيل نجحت بالفعل من استهداف بعض المنشآت ولكن يبدو بأن حجم التدمير محدود.

وتقول افتتاحية "عصر إيران" إن الهجوم الأخير حمل رسالة سياسية أكثر من كونه ضربة عسكرية وكأنما تقول تل أبيب لطهران: كما أننا في مرمى نيرانكم فإننا نستطيع أن نصل إليكم أيضا وبالتالي يجب أن نتخذ الحيطة وألا نتقدم أكثر من هذا المستوى في هذه المواجهة.

وأشارت وسائل إعلام إيرانية مختلفة إلى أن إسرائيل والإعلام الموالي لها إلى تضخيم الهجوم على إيران وإظهاره على أنها عملية ناجحة للاستهلاك الداخلي فقط.

ونشرت وكالة "إيسنا" للأنباء تقريرا بعنوان "غباء كبير من كيان صغير"! وقال التقرير بأن "الهجمات الإسرائيلية فجر السبت كانت محدودة واقتصرت على بعض مواقع عسكرية في إيران غير أن هذا الهجوم مهم للغاية لأن هذا الكيان المشؤوم قام بمغامرة أخرى وأن آثار هذه المغامرة ستطاله هو وحلفاءه".

وأضافت "إيسنا" "بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية الناجحة (الوعد الصادق 2) التي قامت بها إيران باستهداف مواقع عسكرية وأمنية مهمة في الأراضي المحتلة ب180 صاروخا باليستيا إيرانيا زعم بنيامين نتانياهو وقادته العسكريون بأنهم يردون على إيران وأطلقوا حملة دعائية واسعة وحربا إعلامية بهدف تضخيم ردهم العسكري، غير أن التوقعات الأولية للخبراء العسكريين تشير إلى أن الهجمات الصهيونية الأخيرة على طهران وخوزستان وإيلام كانت ضعيفة."

ونشرت الوكالة بعض التعليقات الساخرة لرواد الشبكات الاجتماعية للهجوم الإسرائيلي وقال أحد رواد الشبكات الاجتماعية بعد نشر فيديو يظهر بعض المواطنين في طهران يتواجدون على سطوح المنازل خلال الهجوم الإسرائيلي ليقوموا بتصويره "نحن لانذهب إلى الملاجيء بل نذهب فوق سطوح المنازل لنتحرى عن مصدر الأصوات".

ونشر النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف صورة العلم الإيراني في صفحته على منصة إكس قائلا "قوة إيران ستؤدي إلى إذلال أعداء الوطن".

وقال حسام الدين آشنا مستشار الرئيس الأسبق حسن روحاني في حسابه على إكس "لقد عبثتم بذيل الأسد. هنا ليست فلسطين ولا لبنان ولا العراق ولا أفغانستان. هنا إيران".

قال السياسي الإصلاحي "صادق زيبا كلام" "لم تكن الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة إنجازا عسكريا لتل أبيب بل كانت بمثابة نجاح دبلوماسي لواشنطن

وقال السياسي الإصلاحي "صادق زيبا كلام" "لم تكن الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة إنجازا عسكريا لتل أبيب بل كانت بمثابة نجاح دبلوماسي لواشنطن التي نجحت في جعل نتانياهو أن يقوم بهجمات محدودة للغاية لتفادي الرد الإيراني. لقد أظهرت الولايات المتحدة لمرات بأنها لاترغب في الحرب مع إيران".

وقال القائد الأسبق للحرس الثوري محسن رضايي على "إكس" "لقد أظهرت اعتداءات الكيان الصهيوني على إيران جبن هذا الكيان".

ويرى الصحفي الإصلاحي أحمد زيد آبادي في قناته على تليغرام "سيكون للرد الإيراني الفوري تداعيات سياسية واقتصادية وستساعد حملة دونالد ترامب الانتخابية في الولايات المتحدة وستؤدي إلى التصعيد العسكري بشكل أكبر غير أن عدم الرد أو التأخير في الرد من قبل إيران سيؤدي إلى زيادة ضغوط المعسكر المتشدد في إيران على الحكومة واتهامها بالرضوخ والتسليم مما سيسفر عن توتر سياسي في البلاد".

وأجرى موقع "خبر أونلاين" الالكتروني حوارا مع المحلل في شؤون السياسة الخارجية عابد أكبري الذي يعتقد بأن "إسرائيل تهدف من خلال استهداف المواقع العسكرية الإيرانية إلى جر كل المنطقة إلى حرب شاملة".

وأضاف أكبري بأن "إيران أعلنت في السابق بأنها سترد على أي استهداف إسرائيلي في أراضيها. هذا لاشك فيه غير أنه يبدو بأن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون ذكي للغاية هذه المرة".

font change

مقالات ذات صلة