في الطريق إلى تدمير البنية العسكرية والأمنية والمالية لـ"حزب الله" في لبنان، دمرت الآلة العسكرية الإسرائيلية البنية الاقتصادية والاجتماعية، وجزءا كبيرا من المباني السكنية والمحال التجارية والمؤسسات الصناعية في ضاحية بيروت الجنوبية، التي يعتبرها الجميع عاصمة "حزب الله"، ومعقله السياسي والشعبي والأمني والمالي.
تعتبر الضاحية الجنوبية، ثاني أكبر تجمع بشري مدني الطابع في لبنان، بعد العاصمة بيروت، يقطنها نحو مليون لبناني، يضاف إليهم أربعمئة ألف سوري وفلسطيني. وعلى الرغم من توزعها الإداري على سبع بلديات، هي الشياح والغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة والمريجة وتحويطة الغدير والليلكي، إلا أن النمو العمراني في الضاحية، المترافق مع النمو الديموغرافي، ألغى الحدود البلدية فيها، وصَهرَها في بوتقة جغرافية واحدة، شكَّلَت قاعدة صلبة، وبيئة سياسية متراصة، خلف الثنائي الشيعي، "حزب الله"، و"حركة أمل".
شكَّلَت ضاحية بيروت الجنوبية عند بداية توسعها منذ ستينات القرن الماضي، أحد أحزمة البؤس، التي طوَّقت بيروت يومها، نتيجة الهجرات الداخلية، وموجة التخلي عن الأرياف، والتطلع نحو فرص عمل واستثمار أفضل في المدن.