شهدت الأسابيع القليلة الماضية عدة منعطفات ومتغيرات كبيرة في مسار الحرب في السودان، ستكون لها عواقبها المؤثرة على مواقف القوى السياسية والأطراف الخارجية المعنية.
فعلى صعيد الموقف العسكري، تقدمت القوات المسلحة السودانية واستعادت السيطرة على مناطق واسعة وحيوية في العاصمة الخرطوم، وفي ولاية سنار التي سيطرت فيها على منطقة جبل موية الاستراتيجية. كما نجح الجيش السوداني بمعية القوات المشتركة لحركات الكفاح الدارفورية في فك الحصار الذي ظلت تضربه "قوات الدعم السريع"على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور منذ مايو/أيار الماضي، ومضت القوات السودانية أكثر من ذلك بالتقدم نحو مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور التي ارتكبت فيها "قوات الدعم السريع"مجزرة المساليت بعد اغتيال حاكم الولاية خميس أبكر.
بطبيعة الحال كان لتقدم الجيش أثر إيجابي بالغ في فك حصار التجويع على المواطنين في المناطق التي حررها الجيش. فقد انسابت المعونات الغذائية والدوائية للمواطنين الذين كانوا محاصرين من قبل قوات الميليشيا في منطقة بحري. وهو ما انعكس في مظاهر الفرح العفوية التي وصلت إلى حد الخروج في مسيرات للتعبير عن الفرح والغبطة لتقدم الجيش على الميليشيا ميدانيا في بعض مدن المهاجر التي لجأ إليها السودانيون. كما تعددت الدعوات التي ربما تكون مبكرة وسابقة لأوانها، بين السودانيين للعودة.