حملت زيارة ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، القاهرة قبل أيام، العديد من الدلالات، وعززت خصوصية العلاقات المصرية - السعودية وقوتها، وسط الغيوم القاتمة التي تسيطر على المنطقة واحتدام الأوضاع الراهنة، لتعبر عن الحاجة الملحة للأطراف العربية الفاعلة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية لإيجاد تنسيق عالي المستوى لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية، والتي تتزامن مع تفاقم الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، إذ تبدو إسرائيل عازمة على خوض حرب متعددة الجبهات والأطراف.
في ظل تلك التحديات، تتقارب الرؤى والمواقف السعودية والمصرية في عدد من الملفات السياسية باعتبار الرياض والقاهرة أكبر قوتين عربيتين وإقليميتين فاعلتين تجاه المسائل الإقليمية عموما، بما يخدم مصالح الشعبين والأمتين العربية والإسلامية.
ووُصِف استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لولي العهد السعودي بالمهيب، إذ عبّر عن حفاوة شديدة، في حين شهدت الزيارة إبرام العديد من الاتفاقات لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة وتوفير بيئة استثمار محفزة وجاذبة للقطاعات الواعدة والاستفادة من الفرص الاستثمارية في البلدين.