هناك سياج يفصل بين مدينتين تحملان الاسم نفسه، نوغاليس، عند الحدود المشتركة بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، تحديدًا بين ولايتي أريزونا الأميركية وسونورا المكسيكية. الفرق ملحوظ للغاية في طبيعة الحياة شمال السياج وجنوبه. فعلى الرغم من أنّ كلتا المدينتين تحملان الاسم نفسه وتنعمان بالمناخ والثروات والموارد نفسها، وبين سكانها ثقافات مشتركة، ولا يفصلهما جغرافيًا سوى خطوات بسيطة سيرًا، إلا أنّ الفجوة الاقتصادية بينهما واضحة تمامًا.
على سبيل المثل، في شمال السياج، يتمتع سكان نوغاليس الأميركية بمستوى عالٍ من التعليم، وتتوفر لديهم الخدمات الصحية، مما يعود إيجابًا على متوسط أعمارهم الطويل، كما أن أحوالهم المادية جيدة، ولديهم مؤسسات مزدهرة وينعمون بنظام سياسي يوفر للسكان حرية اختيار ممثليهم السياسيين. لكن الوضع مختلف عند جنوب السياج. فمستوى الفقر أعلى، والخدمات أقل، ولا توجد ديمقراطية تسمح للسكان بإزاحة السياسيين الفاسدين، ويصعب إنشاء مؤسسات مزدهرة فيها.
هنا يبرز سؤال، يبدو سهلًا، لكنه في الحقيقة معقد، وهو: "لماذا تستمر الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟"، وهو الذي يقود إلى سؤال آخر أكثر شمولًا "لماذا بعض الدول غنية وأخرى فقيرة؟".