يشغل نبيه بري منصب رئيس مجلس النواب اللبناني منذ 1992، ورئيس حركة "أمل" الفصيل الشيعي الذي أسسه السيد موسى الصدر بداية السبعينات منذ 1980.
منذ توليه منصب رئاسة الحركة، صار المنصب مرتبطا باسمه. لم يبرز مرشح حقيقي ينافسه، برغم الخلافات الكثيرة، والانشقاقات التي حدثت داخل صفوف التنظيم، وكان يُعاد انتخابه في المؤتمر العام للحركة دون خوض معركة انتخابية، وبعد توقف المؤتمر عن الانعقاد صارت إعادة انتخابه تتم في بيان مقتضب.
يحمل بري صفات وألقابا متنوعة، بتنوع الجو السياسي أو التنظيمي الذي تمر به الحركة أو بحسب مزاج جمهورها، فهو الأستاذ حين يكون الحديث عنه بصفته رئيس الحركة، وهو دولة الرئيس؛ أو دولته اختصارا، إذا كان الكلام له علاقة بمنصبه السياسي في البرلمان اللبناني، وهو النبيه حين يمتدحون "حنكته" السياسية، و"القائد" حين يقود سفينة الطائفة إلى بر الأمان.
ولد نبيه بري في "سيراليون" الأفريقية، ودرس الحقوق في الجامعة اللبنانية، واستقر بعد زواجه بابنة عمه في ولاية ميتشيغان الأميركية، شأنه شأن أهل قريته تبنين وجارتها بنت جبيل اللتين أُفرغتا بعد نكبة فلسطين، تنفيذا لمخطط استراتيجي قضى بتخفيف الثقل الديموغرافي على حدود المستعمرات الشمالية، فأوقع عائلات بأكملها في فخ الهجرة المسهلة باكرا، وكانت عائلة بري واحدة منها.
والأستاذ هو لقب المحامي في لبنان، والمفردة هي ترجمة حرفية لكلمة "maitre" الفرنسية، لكن جمهور بري لا يعترف إلا بـ"أستاذ" واحد في لبنان، والمحامي قد يكون محامي الشيطان أحيانا، بحسب المفهوم الأميركي لمقدرته على "قلب الحقائق والمعادلات"، وقدرة بري على ذلك لا نظير لها، هي نتاج خبرته كسياسي ومحامٍ وقائد ميليشيا.
"قلب المعادلات" يسمونه في لبنان "تدوير الزوايا"، وبري ضليع في ذلك، وفي إعادة تدوير شخصيات عفى عليها الزمن السياسي، إذا أراد أو إذا طُلب منه ذلك، أي معضلة عصية أعطها لبري، وسيُخرج لك منها حلا ولو كان صوتيا فقط، كما يُخرج الساحر الأرانب من القبعة.