ونحن الآن على مشارف واحدة من أكثر الانتخابات الأميركية أهمية منذ نهاية الحرب الباردة قبل 35 عاما، يجدر بنا التساؤل كيف ستؤثر النتيجة على الإسلاميين المحليين؟
في الولايات المتحدة، كما هي الحال في أماكن أخرى من الغرب، تعود جذور معظم الجماعات الإسلامية المنظمة إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، وبالتالي تحاول العمل ضمن أنظمة قائمة بالفعل لتحقيق هدفها النهائي المنشود المتمثل في إقامة "دولة إسلامية" حسب تصورها. لقد تغيّرت ديناميات تفاعل الإسلاميين الأميركيين مع النظام السياسي بشكل جذري بمرور الوقت، وهو ما سنوضحه فيما يلي.
لدى "الحزب الجمهوري"كتلة تصويت أساسية قوامها المحافظون دينيا. البروتستانت الإنجيليون هم الجزء الأكبر من هذه الكتلة، ولكنها تضم أيضا أعدادا كبيرة من الكاثوليك واليهود الأرثوذكس، والمسلمين على الأقل حتى عام 2001.
كانت الاختلافات الفكرية بين المتدينين أقل أهمية من المسائل السياسية- الإجهاض، والمثلية، وتعليم نظرية التطور، والصلاة في المدارس- وكان هناك اتفاق واسع النطاق حول تلك المسائل. ولهذا السبب، مال الإسلاميون، الذين كانوا من أهم المنظمين للمجتمع المسلم الأميركي، إلى الاصطفاف إلى جانب "الحزب الجمهوري".