بعث وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن، نيابة عن إدارة الرئيس جو بايدن، رسالة خطية إلى وزيري الدفاع والشؤون الاستراتيجية الإسرائيليين يوآف غالانت ورون ديرمر في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024، طالبا فيها حكومة بنيامين نتنياهو بتحسين الظروف الإنسانية في غزة خلال 30 يوما أو المخاطرة بتأثر إمدادات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.
وكان لافتا أن الرسالة تزامنت مع وصول منظومة الصاروخية "ثاد" مع جنود أميركيين إلى إسرائيل، لأول مرة من عقود. كما تزامنت المهلة مع موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
نُشرت النسختان الإنكليزية والعبرية من الرسالة في منصات إعلامية عدة من بينها "اكسيوس". وتنشر "المجلة" الترجمة العربية للرسالة:
يوآف غالانت
وزير الدفاع
دولة إسرائيل
رون ديرمر
وزير الشؤون الاستراتيجية
دولة إسرائيل
الوزيران المحترمان:
أشار خطاب الوزير بلينكن إلى الوزير غالانت في 19 أبريل/نيسان إلى أنه- وفقا للقانون والسياسة الأميركية، بما في ذلك مذكرة الأمن القومي رقم 20 (NSM-20)- يتعين على وزارتي الخارجية والدفاع تقييم مدى التزام حكومتكم بالوعود التي قدمتها في مارس/آذار 2024. وتتمثل هذه الوعود في أن إسرائيل "ستسهل، ولن تمنع أو تقيد أو تعيق بشكل تعسفي أو بأي شكل آخر نقل أو إيصال المساعدات الإنسانية الأميركية والجهود الدولية المدعومة من الحكومة الأميركية لتقديم المساعدات الإنسانية" إلى غزة وداخلها. وستحتاج وزارة الخارجية إلى إجراء تقييم مماثل بموجب "القسم 620I" من قانون المساعدات الخارجية لتقديم تمويل عسكري إضافي لإسرائيل. نكتب إليكم الآن لتأكيد قلق الحكومة الأميركية العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في غزة، ونسعى لاتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من حكومتكم خلال هذا الشهر لتغيير هذا المسار.
إن الوضع الإنساني لأكثر من مليوني مدني في غزة يتدهور بشكل متزايد. وعلى الرغم من التحول في يوليو/تموز من العمليات القتالية إلى العمليات الخاصة بمكافحة الإرهاب في قطاع غزة، أجبرت أوامر الإخلاء المتعددة 1.7 مليون شخص على الانتقال إلى منطقة ساحلية ضيقة تمتد من المواصي إلى دير البلح. وقد أدى هذا الاكتظاظ الشديد إلى تعريض هؤلاء المدنيين لخطر تفشي الأمراض الفتاكة.
وقد أفادت الجهات الشريكة في تقديم الإغاثة الإنسانية بأنها غير قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين الذين يعتمدون على المساعدات. كما تتأخر الشاحنات المحملة بالبضائع الإنسانية، بما في ذلك البضائع القابلة للتلف التي تمولها الولايات المتحدة، عند منصات العبور.
إننا نشعر بالقلق بشكل خاص من أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية تساهم في التدهور السريع للظروف في غزة. وتشمل هذه الإجراءات وقف الواردات التجارية، وعرقلة أو منع ما يقرب من 90 في المئة من حركة المساعدات الإنسانية بين شمال وجنوب غزة في سبتمبر/أيلول، واستمرار القيود الصارمة والمتزايدة ذات الاستخدام المزدوج، وفرض متطلبات جديدة للتدقيق والمساءلة والجمارك على الموظفين والشحنات الإنسانية، إلى جانب زيادة الفوضى والنهب.
منذ تقديم إسرائيل تأكيداتها في مارس/آذار وخطاب أبريل/نيسان، الذي حقق تحسينات مهمة في توفير المساعدات الإنسانية، لوحظ انخفاض كمية المساعدات المقدمة بأكثر من 50 في المئة. فقد كانت كمية المساعدات التي دخلت غزة في سبتمبر هي الأدنى، مقارنة بالشهور الماضية خلال العام الماضي.