يُعتبر عام 2024 عاما انتخابيا بامتياز، حيث تُجرى حوالي 50 عملية انتخابية تؤثر على نصف سكان العالم تقريبا. من بين هذه الانتخابات، تلك التي جرت في روسيا وتايوان، وصولا إلى الانتخابات في الاتحاد الأوروبي والهند، إلى الانتخابات الأهم، وهي الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية المقرر عقدها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتزداد المخاطر التي تهدد الانتخابات الأميركية هذا العام لعدة أسباب:
أولا، تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى درجة تمكنها من تكوين مقاطع صوتية أو مرئية يصعب تمييزها عن الأصل، ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي بسرعة عالية.
ثانيا، خصوصية وتقارب السباق الانتخابي المحتدم والقريب للغاية بين المرشح الجمهوري دونالد ترمب، والمرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، حيث يسعى كلا الطرفين للحصول على الدعم وحشد الأصوات، مما يجعل استخدام التكنولوجيا ذا أهمية بالغة في الأوساط السياسية.
ثالثا والأهم، هو تزايد تدخل أطراف خارجية في سير العملية الانتخابية، في محاولة للتأثير على الرأي العام الأميركي وتقويض ثقته في المؤسسات الأميركية، ومحاولة نشر معلومات مضللة قد تلحق الضرر بمرشح معين.
التدخل القادم من إيران وروسيا هو الخطر الأكبر المحدق بالانتخابات الأميركية ولكل منهما أهدافه وطرقه التكنولوجية المختلفة. وقد أصبح التدخل الخارجي في الانتخابات الأميركية حديث الساعة، خاصة بعد الأخبار الواردة من حملة ترمب التي تعرضت لهجوم قرصنة هدفه سرقة مستندات وأوراق مهمة خاصة بالحملة الانتخابية. وقد ألقت حملة ترمب بالمسؤولية على إيران. وبعد أيام، تم التأكيد في منتصف شهر أغسطس/آب الماضي من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن إيران تقف وراء هذه الهجمة الإلكترونية. ثم بعد ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أخيرا أنها صادرت مواقع إلكترونية مرتبطة بحملة تضليل روسية، واتهمت السلطات الأميركية أيضا اثنين من الموظفين العاملين بشبكة "روسيا اليوم" المدعومة من الحكومة الروسية بدفع أموال طائلة لشركة دعاية في ولاية تينيسي لخلق ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.