الصحافة الإيرانية... دعوات لاستهداف البنية التحتية في إسرائيل

صحف ومواقع إيرانية تدعو إلى شن هجمات تستهدف منشآت الغاز الإسرائيلية

أ.ف.ب
أ.ف.ب
منصة حقل الغاز الطبيعي "ليفياثان" في البحر الأبيض المتوسط ​​ قبالة حيفا، 29 أغسطس 2022

الصحافة الإيرانية... دعوات لاستهداف البنية التحتية في إسرائيل

تناولت الصحافة الإيرانية التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل الأسبوع الماضي، وتأثير الضربات الإسرائيلية المتلاحقة لـ"حزب الله" على "محور المقاومة"، وسط دعوات لاستهداف البنية التحتية ومنشآت الغاز تحديدا.

وقالت صحيفة "اعتماد" إن منطقة الشرق الأوسط المتوترة بعد عام من عملية "طوفان الأقصى" دخلت مرحلة جديدة بسبب "التصعيد المتواصل بين (حزب الله) في لبنان والكيان الصهيوني واغتيال حسن نصرالله والتصعيد العسكري المباشر بين إيران وإسرائيل مما ينذر بحرب شاملة في أية لحظة".

وأضافت الصحيفة: "لقد تجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء بعد اغتيال السيد حسن نصرالله الأمر الذي دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الرد العسكري على إسرائيل بسبب مقتل الجنرال نيلفروشان (قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في لبنان) الذي تم استهدافه في تلك الغارة. فانطلقت عمليات "الوعد الصادق-2".

وقالت: "وقد نشهد عمليات عسكرية من قبل الجانبين على شكل الرد ورد الفعل، غير أن التطورات الجارية في المنطقة قد تمهد لقيام نظام إقليمي جديد. وسيؤثر التصعيد الجاري بين إيران والكيان الصهيوني على مستقبل محور المقاومة بشكل كبير".

ونشرت صحيفة "كيهان" مقالا بعنوان "استهداف 15 موقعا يؤدي إلى شل إسرائيل"، جاء فيه: "لقد هدد الكيان الصهيوني باستهداف البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية في إيران وقد جاء تحذير (الحرس الثوري) بأن الرد الإيراني سيكون أقسى وأكثر تدميرا".

وأضافت "كيهان": "لم يأت المهاجرون والمستوطنون إلى إسرائيل من أجل الموت في سبيل جنون نتنياهو غير أن الملايين في إيران أي بأعداد أكبر من كل سكان المحتلين الصهاينة جاهزون للموت في سبيل بلادهم وتحرير المنطقة من أميركا وإسرائيل".

وتابعت "كيهان": "لم يستوطن الصهاينة المهاجرون الأراضي المحتلة من أجل المعاناة والقلق والشعور المستمر بغياب الأمن. لذا فإن المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران تؤدي إلى غياب الأمن والبنى التحتية الاقتصادية وستجعل كل الصهاينة يهربون من الأراضي المحتلة... السبيل الأفضل لمنع وقوع الحرب هو إعطاء دروس لهم وأن نمطرهم بالصواريخ وأن نقوم باستهداف نتنياهو وأعوانه".

وأكدت "كيهان": "يعتقد الخبراء بأن استهداف المنشآت الاقتصادية والبنى التحتية سيشل الاقتصاد في إسرائيل... تقع إسرائيل في بقعة صغيرة ولا تملك إلا بضعة حقول نفط وغاز، حيث إن استهداف هذه المنشآت سيجعل إسرائيل تواجه تحديا خطيرا. ويبلغ عدد المنشآت الاقتصادية الأهم في إسرائيل 15 وهي حقول كاريش وتمار وليفياثان ومصفتان للنفط في حيفا وإسدود. و6 محطات كهرباء، هي: هاجيت وأوروت رابين وأشكول وروتنبرغ وغزر ورامت هوف. وحقلان نفطيان هما حلتس ومجدد. ومحطة إشكول للنفط، ومحطة إيلات للنفط... وقد تكون الموانئ وخطوط نقل الكهرباء ومحطات الوقود من ضمن الأهداف".

يمكن أن تكون البنية التحتية الغازية من ضمن بنك الأهداف الإيرانية في إسرائيل

وتابعت "كيهان": "يمكن أن تكون البنية التحتية الغازية من ضمن بنك الأهداف الإيرانية في الكيان الصهيوني مما يكون له تداعيات خطيرة داخل الأراضي المحتلة ويشل تصدير الكيان الصهيوني للغاز".

التركيز على الداخل الإيراني

من جهته، يرى رضا رئيسي في مقال كتبه بصحيفة "هم ميهن" بعنوان: "التهديد الكبير والفرصة الكبيرة لإيران في مواجهتها مع إسرائيل" بأنه "إذا قامت الحكومة الحالية (برئاسة بيزشكيان) بتنفيذ وعودها بتغيير الظروف الراهنة وخفض التوتر الخارجي وتركيز اهتمامها على الداخل الإيراني والعمل على إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فسيؤدي ذلك إلى التفوق في حرب الاستنزاف الحالية خارج الحدود".

وأضاف: "يتطلب التفوق والانتصار في الحروب أشياء كثيرة خاصة في التصعيد شبه العسكري بين إيران وإسرائيل وهذا تصعيد لا يشبه الحروب التقليدية بل قد يتحول إلى حرب شاملة مفاجئة لأسباب جيوسياسية غير أنه من المرجح استمرار المواجهة بين الطرفين على شكل حرب استنزاف قد تتحول في أسوأ التقديرات إلى رد من هنا ورد فعل من هناك مما يدفع الطرفين في النهاية إلى استهداف المنشآت الاقتصادية لأنه لا يمكن انطلاق حرب شاملة وتقليدية دون تدخل القوى الدولية التي من المستبعد تدخلها بسبب الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني ونموذج أفغانستان والعراق والحرب في أوكرانيا إضافة إلى المصالح الاقتصادية الصينية واعتمادها على طاقة غرب آسيا".

وقالت "هم ميهن": "في هذه الظروف فإن التفوق في "حرب الاستنزاف" سيكون من نصيب طرف ينجح في احتواء الصدمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بلاده من خلال تعزيز الانسجام الوطني والهيكلي. لذلك يبدو أن اهتمام المسؤولين (الإيرانيين) بالظروف الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية إلى جانب اهتمام القيادات العسكرية بالتطورات الميدانية أمر مهم للغاية".

الانتصار في الحروب يحتاج أشياء كثيرة خاصة في التصعيد شبه العسكري بين إيران وإسرائيل وهذا تصعيد لا يشبه الحروب التقليدية بل قد يتحول إلى حرب شاملة مفاجئة لأسباب جيوسياسية

وأضافت "هم ميهن": "علينا أن لا ننسى أن السبب الأهم الذي جعل إيران تخرج مرفوعة الرأس من الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات لم يكن التجهيزات العسكرية والحربية بل كان السبب الرئيس هو الوحدة الوطنية والانسجام وحالة التضامن الشعبي والتي لا توجد في الظروف الحالية لأسباب عديدة غير أن تنفيذ الوعود من قبل الرئيس الجديد قد يؤدي إلى تحسين الوضع".

ويعتقد الكاتب في "هم ميهن" أن "تحسين الوضع يجب أن يبدأ برفع الحظر عن الإنترنت والاستفادة من الكفاءات الإنسانية المتخصصة في الحكومة وإشراك الكفاءات الإنسانية في المسارات السياسية والاجتماعية بدلا من إقصائها والابتعاد عن سياسة التمييز".

وتناولت صحيفة "آرمان ملي" ما صنفته بـ"سيناريوهات المواجهة بين إيران وإسرائيل"، في مقال بقلم إحسان إسقايي، حمل العنوان ذاته. ويعتقد الكاتب أن "هناك سيناريوهات عديدة يمكن تصورها لكيفية تطور المواجهة بين إيران وإسرائيل، منها: سيناريو استهداف المنشآت النووية: "ولن تتمكن إسرائيل من إلحاق الضرر وقصف المنشآت النووية تحت الأرض إلا بمساعدة الولايات المتحدة. حيث تملك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات لكن مقاتلاتها بحاجة للوقود في مسار رحلتها بين إيران وإسرائيل ويمكن لإسرائيل توفير الوقود لمقاتلاتها من أميركا وفي هذه الحالة ستتدخل الولايات المتحدة مباشرة في استهداف إيران".

font change

مقالات ذات صلة