بعد مرور عام على الهجوم المميت الذي شنته "حماس" ضد إسرائيل والذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة آخرين، لا تزال احتمالات تراجع العنف الذي أشعلته هذه الهجمات في جميع أنحاء الشرق الأوسط بعيدة.
وعلى الرغم من أن الهجوم باغت القوات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ولا يزال الكثير من الإسرائيليين يتساءلون عن كيفية السماح بحدوث هذه الفظاعة، فإن إسرائيل عوضت عن تقصيرها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول من خلال شن هجوم عنيف ضد خصومها المختلفين.
وخلال معظم العام الماضي، ركزت إسرائيل في مهمتها الانتقامية ضد منفذي الهجمات على شن هجوم عسكري مدمر في غزة. وعلى الرغم من إصرار الإسرائيليين على أن هدفهم الرئيس هو تدمير البنية التحتية العسكرية الواسعة تحت الأرض، التي مكنت "حماس" من تنفيذ الهجمات في المقام الأول، فإن شراسة الهجوم الإسرائيلي أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع. وتقول المنظمات الإنسانية إن أكثر من 40 ألف مدني فلسطيني- بمن فيهم النساء والأطفال- قُتلوا.
ومع ذلك، وعلى الرغم من أن إسرائيل ادعت أنها دمرت أكثر من 20 من أصل 24 لواء قتاليا كانت "حماس" تمتلكها عند اندلاع القتال بعد السابع من أكتوبر، فإن الجماعة المدعومة من إيران لا تظهر أي علامات على التخلي عن كفاحها ضد الإسرائيليين.
وبدلا من الاعتراف بأي مسؤولية عن إثارة الصراع في غزة، أصر خليل الحية، نائب زعيم "حماس"، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على أن هجمات السابع من أكتوبر العام الماضي كانت ضرورية لإعادة قضية الدولة الفلسطينية إلى الأجندة العالمية.
وإلى جانب استمرار الهجوم العسكري ضد "حماس"، شهد العام الماضي قيام الجيش الإسرائيلي بشن عمليات عسكرية في أماكن أخرى في الشرق الأوسط. حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، واستهدف مواقع "حزب الله" في جنوب لبنان وسوريا، كما شن هجوما بعيد المدى ضد إيران في أبريل/نيسان الماضي، ردا على أول هجوم مباشر شنته إيران ضد الدولة الإسرائيلية.