منذ العام المنصرم، ومع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تفاقمت العديد من المشاكل والأزمات التي واجهها سكان قطاع غزة البالغ عددهم مليونين و300 ألف فلسطيني، بسبب الحرب، منها أزمة انقطاع الكهرباء والماء وغاز الطهي واختفاء الخضروات والفواكه وغيرها من المستلزمات، بالإضافة إلى أزمات أساسية في عمليات تسلم الحوالات المالية من الخارج وصرفها نقدا ليتمكنوا من شراء المستلزمات.
تصاعدت الأزمات المالية لسببين؛ الأول، تعثر استقبال حوالات مالية من الخارج بشكل كبير، والثاني، استهداف المصارف والصرافات الآلية التابعة لها في القطاع، أبرزها بنك فلسطين، باستثناء صرافَين آليين اثنين يعملان بشكلٍ متقطع حتى الآن. هذا إضافة إلى عدم قدرة المصارف على تأمين موظفيها واستدعائهم للعمل، وعدم توفر البديل.
في الأشهر الأولى للحرب، ركز الأقارب والأصدقاء وأرباب العمل في الخارج، على اعتماد "ويسترن يونيون" و"موني غرام" لإرسال الحوالات المالية الفورية، حيث كان لا يزال واحد أو اثنان من مكاتب صرافة العملات يعملان على مستوى القطاع. وأقبل الناس بالعشرات وبشكل يومي على أبواب المحلات، في جنوب القطاع تحديدا، إلا أنّ الأمر لم يستمر طويلاً، أولا بسبب عدم قدرة العاملين في هذا المجال على تيسير الأعداد الكبيرة من أصحاب الحوالات المالية.