مر عام كامل على الحرب في قطاع غزة منذ أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" فردت إسرائيل بحرب مفتوحة على القطاع سمتها "السيوف الحديدية". بين هذين الاسمين اشتعلت المنطقة بأسرها فبدا أكثر من أي وقت مضى أنها مرهونة للحرب والعنف والقتل والدمار دون بصيص أمل ودون أفق للسلام. عام بأكمله أُهدرت فيه فرص كثيرة للهدن ولوقف إطلاق النار، عام بأكمله سقط فيه أكثر من 41 ألف فلسطيني، قتلوا على مرأى من العالم الذي تابع أهوال الحرب على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبالرغم من كل ما قيل عن التعاطف مع الفلسطينيين وعن إدانة المجزرة الإسرائيلية المفتوحة، حتى في محكمة العدل الدولية، فإن كل ذلك لم يثن إسرائيل عن الاستمرار في حربها ولم يبدّل في الواقع شيئا. إنها حرب من دون مساءلة وحرب من دون ضوابط، خصوصا في ما يتعلق بحياة الفلسطينيين، بينما كانت "جبهات الإسناد" التي فتحها أعضاء "محور المقاومة" محكومة بالضوابط والسقوف والحسابات.
أهداف إسرائيل
ها هي الحرب مستمرة بعد سنة، مستمرة لأنها بدأت لكي لا تتوقف إلا عندما يحقّق الطرف الأقوى فيها، أي إسرائيل، أهدافه. تلك الأهداف التي ليس من الحتمي تحققها، لكن العالم بأسره أعطى إسرائيل أحقية تحقيق أهدافها أو إعلان عدم تحققها، وبالتالي فإن تحققها من عدمه لا يعني شيئا بالنسبة لتوقف الحرب، ما دام القرار في يد طرف واحد وفي يد رجل واحد هو بنيامين نتنياهو.