يشتق النعت "يومي" الذي تعبّر عنه اللغة اللاتينية بـ quotidianus، من quotidie الذي يعني "كل يوم". في الأصل، كان هذا المصطلح يستخدم في سياق ديني. فـ"القوت اليومي" pain quotidien يشير إلى الأطعمة الدنيوية و"الخبز اليومي"، في مقابل "الخبز المقدس". ستتسلل هذه الصفة إلى الحياة الخاصة للمتحدثين من خلال الطقوس المتداولة في الصلاة، مع الاحتفاظ بالدلالة السلبية لكلمة quotidianus اللاتينية، التي تحمل معنى "العادي والمألوف".
في مطلع القرن السابع عشر، سيفرض المعنى المجازي نفسه، ليشير إلى "ما يُفعل كل يوم، وما يُواجَه باستمرار". سوف يعزّز هذا الانعطاف الدلالي تدريجيا القيمة السلبية للكلمة: فمنذ عام 1836 سترتبط الكلمة بالرتابة أو التفاهة، وبحلول نهاية القرن، ستشير ببساطة إلى الملل: فهذا جول لافورغ يشتكي متذمرا سنة 1885: "آه! ما أشد يومية الحياة قساوة...". وهكذا ستعتبر عبارة "الحياة اليومية" (1834) من المصطلحات الأدبية والتعليمية، وستكون مشبعة بما يسمى "داء القرن"، فهي تدل على "صفة ما هو يومي، يتكرر كل يوم، أي ما هو مألوف وعادي ورتيب".
ظهور المفهوم وتطوره
على غرار "القوت اليومي" ستظهر عبارة "الصحيفة اليومية"، التي أصبحت متداولة ابتداء من عشرينات القرن التاسع عشر، كي تختصر، عقدا في ما بعد، في لفظ "اليومية Le quotidian". وابتداء من ثلاثينات القرن التاسع عشر ستتخلص الكلمة من أي شحنة معيارية لتدل فقط على "ما له علاقة بسائر الأيام".