مع تصاعد وتيرة الغزو الإسرائيلي للبنان وزيادة حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل، يجد "حزب الله" نفسه مضطرا لتعزيز موقفه في مواجهة إسرائيل. وعلى الرغم من أن الغزو البري الإسرائيلي يتيح لـ"حزب الله" فرصة تحقيق بعض المكاسب العسكرية بفضل خبرته الواسعة في الحروب البرية غير المتناظرة، فإن الصورة الأكبر تكشف عن تحديات خطيرة تواجهه هو وشبكة وكلاء إيران في المنطقة... في صميم هذه التهديدات تكمن قدرة إسرائيل على اختراق هذه المجموعات والتسلل إلى صفوفها.
لم يكن "حزب الله" ليتخيل يوما أن يصل الأمر إلى مقتل زعيمه حسن نصرالله، في إطار حملة شاملة ومتعددة الجوانب تشنها إسرائيل، وتهدف إلى تقويض قدرات "الحزب" الأمنية والعسكرية.
شكّل مقتل حسن نصرالله في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يختبئ في مخابئ تحت الأرض، مفاجأة كبيرة لكثير من المراقبين. وأعلنت إسرائيل أن استهدافه جرى بناء على معلومات ميدانية دقيقة، مما يعكس مستوى عاليا من الاختراق داخل صفوف "حزب الله"، ليس فقط عبر التكنولوجيا المتقدمة، بل من خلال الاستخبارات البشرية أيضا.
وقد تمكنت إسرائيل من الوصول إلى مخبأ نصرالله الذي كان يقع على عمق عدة طوابق تحت الأرض، مما يبرز القوة الهائلة لسلاحها الجوي. والأهم من ذلك، أن إسرائيل قررت تصفية نصرالله بعد ما يقرب من عقدين من التوازن الظاهري في العلاقة بينها وبين "حزب الله". كان "حزب الله" قد اعتبر هذا الوضع الراهن ثابتا لا يتغير، في حين بالغ في تقدير قوته بشكل كبير، وأخطأ في تقدير مدى استعداد إسرائيل لملاحقته.