في عام 1985، اتجهت أنظار المنطقة العربية نحو السماء عندما انطلق أول رائد فضاء عربي، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في مهمة فضائية رائدة على متن المكوك الأميركي "ديسكفري". كانت تلك اللحظة بمثابة تجسيد لطموح جديد لا حدود له، حيث شق الأمير سلطان، الابن الثاني للملك سلمان بن عبد العزيز، طريقه نحو الفضاء، محققا إنجازا تاريخيا ليس فقط للمملكة العربية السعودية، بل للعالم العربي والإسلامي ككل.
والآن تقطع المملكة العربية السعودية خطوات أخرى نحو طموحها العلمي. ففي تطور كبير يعكس الرؤية المستقبلية للمملكة في مجال الفضاء، وقعت المملكة اتفاقية إطارية مع الولايات المتحدة الأميركية تهدف إلى توسيع التعاون بين وكالة الفضاء السعودية ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا). تُعد هذه الاتفاقية بمثابة نقطة تحول في مسيرة المملكة نحو تعزيز حضورها في عالم الفضاء، لتفتح آفاقا جديدة في مجالات مثل علوم الفضاء، الاستكشاف، وعلوم الطيران.
وقّع الاتفاقية عن الجانب الأميركي مدير وكالة "ناسا" بيل نيلسون، وعن الجانب السعودي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية، الدكتور محمد بن سعود التميمي.
وأكد نيلسون أهمية هذه الشراكة بقوله: "نحن نعيش في العصر الذهبي للاستكشاف – عصر يعتمد على الشراكة. توضح هذه الاتفاقية الجديدة كيف سنعمل معا ونستكشف معا لصالح البشرية.". ومن جانبه، صرّح المهندس عبدالله بن عامر السواحة، رئيس مجلس إدارة وكالة الفضاء السعودية، بأن هذه الاتفاقية تعكس التزام المملكة الراسخ تطوير قطاع الفضاء وتأكيد مكانتها كشريك دولي مؤثر في استكشاف الفضاء.
وتؤسس هذه الاتفاقية الإطار القانوني لتسهيل التعاون بين البلدين وتعزيزه، وترسخ الجهود المشتركة في استكشاف الفضاء لأغراض سلمية، كما تأتي في سياق التزام المملكة اتفاقيات "أرتميس"، التي وقّعتها في يوليو/تموز 2022، والتي تهدف إلى استكشاف الفضاء بشفافية ومسؤولية.
وهذه الشراكة ليست فقط خطوة رمزية، بل تمثل التزاما عمليا بالمشاركة في برامج الفضاء العالمية الكبرى، مثل برنامج "أرتميس" التابع لوكالة "ناسا"، الذي يسعى لإعادة البشر إلى القمر واستكشافه بشكل مستدام.