هل لك أن تتخيل أن تكون ورقة تغليف فوطة نسائية سببا في مقتلك؟
"نعم، فوطة صحية هي التي كشفت أمرنا وكانت سببا في مقتل خالي، وهو يدافع عنا"، كانت جثة خال الشابة سلام (24 عاما) هي بطاقة الخروج لها ولشقيقاتها من إحدى مناطق سيطرة قوات "الدعم السريع" بمدينة الخرطوم، كما تروي.
سلام، وهو اسم مستعار لشابة سودانية تنتمي إلى أسرة مؤلفة من والديها وأربع فتيات هي أكبرهن وأخ يصغرها بثلاثة أعوام، تحدثت الى "المجلة" عن حظ العائلة العاثر "حين وقعت المنطقة التي كنا نعيش فيها تحت سيطرة قوات الدعم السريع في بداية الحرب الحالية".
مع بداية الحرب في 15 أبريل/ نيسان 2023 واشتداد وتيرة المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم بين قوات "الدعم السريع" وقوات الجيش السوداني، كانت سلام التي تقطن وأسرتها في منطقة بحري، في زيارة بيت جدتهم لأمهم الواقع في منطقة "الخرطوم 3"، حيث تعيش جدتها مع خاليها.
تغيّر الوضع في شهر رمضان الماضي "كنا نقضي بعض ليالي رمضان في بيت جدتي، وكانت أحياء ’الخرطوم 3’ من أكثر الأحياء تضررا، فمنذ إطلاق الرصاصة الأولى قُطع التيار الكهربائي والماء"، لم تكن هذه المشكلة الكبرى بالنسبة إلى سلام وأسرتها، المشكلة كانت "دخول قوات الدعم السريع الى هذه المنطقة منذ اللحظات الأولى واحتلالها وممارسة أبشع الانتهاكات فيها حتى قبل أن تخرج أخبار هذه الانتهاكات الى العلن".
وكان السودان دخل منتصف أبريل/نيسان 2023 في صراع مسلح بين أكبر مكوّنين عسكريين في البلاد بعد انهيار التحالف بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، صراع أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف ونزوح وتهجير خمسة ملايين و800 ألف شخص بحسب جلليان كيتلي، مديرة مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان في السودان، ناهيك عن انتشار جرائم اغتصاب لنساء في مدن وقرى سودانية عدّة.