تناولت الصحافة والمواقع الإخبارية والتحليلية الإيرانية الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل. وقالت افتتاحية في موقع "تابناك" الإخباري، تحت عنوان "هل تشعل عمليات "الوعد الصادق-2" الحرب الإقليمية"؟" إن إسرائيل تهدف في إطار هذه المعادلة إلى انحسار جبهة المقاومة وإقصائها عن المشهد... لقد تحدث نتنياهو عن تغيير وجه الشرق الأوسط وها هو يعد الشعب الإيراني بالإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية في أقرب مما يتصورونه... تدل هذه التصريحات على أن إسرائيل تسعى للإطاحة بكل الخطوط الحمراء وفرض نظام إقليمي وفقا لمصالحها. لقد أدت الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل تحت عنوان (الوعد الصادق-2) إلى تغيير المعادلة. وتشير تسمية الهجمات الأخيرة بهذا الاسم إلى أنها عملية مستمرة لم تنته".
أما صحيفة "رسالت": فقالت إن "واشنطن تدفع الثمن" وأضافت: "الولايات المتحدة بدأت تعرب عن قلقها العميق من التصعيد وغزو إسرائيلي للبنان. اللعبة الاستراتيجية المشتركة لواشنطن وتل أبيب متضادة تماما مع جبهة المقاومة غير أن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التطورات الدموية الأخيرة في لبنان في قضيتين: الأولى تجاوز الصهاينة لاستراتيجية احتواء الحرب وتحولهم إلى غياب الاحتواء. لم تملك الولايات المتحدة القدرة على توقع السيناريوهات الانتقامية الجديدة من قبل (حزب الله) وبقية (محور المقاومة) بعد (استشهاد) الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصرالله من جهة، ومن جهة أخرى فإن الولايات المتحدة ربطت مصيرها في الحرب الجارية بمصير جيش الكيان الصهيوني وحكومة نتنياهو.
وتقوم السياسة الخارجية الأميركية عادة على مبدأ الدخول في الأزمات القابلة للاحتواء. بعبارة أخرى فإنه إذا قامت واشنطن بخلق أو صناعة أزمة ما فستقوم بإدارة تلك الأزمة بقدرة. ويواجه الأميركيون حاليا حربا غامضة المعالم ومفاجئة اتخذت أبعادا خطيرة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها حيث قد تصبح الحرب القائمة كعب أخيل أميركا الاستراتيجي في غرب آسيا. لذا فإن قلق الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة حول هذه المواجهة المستمرة له طابع استراتيجي. وقد جاء هذا القلق الاستراتيجي بسبب الاقتدار الذكي لـ(جبهة المقاومة) ووحدة كافة أضلعها، مما أدى إلى قلب الحسابات الكبرى لواشنطن وتل أبيب في المنطقة".