في هذا الحوار مع "المجلة"، يشارك الموسيقار الجزائري سليم دادة تفاصيل رحلته الفنية على مدار العام الماضي، التي تنوعت بين إصدارات موسيقية جديدة وتعاونات دولية مع فرق أوركسترا مرموقة. يتناول دادة تجاربه في مزج التراث الموسيقي الشرقي والغربي بأسلوب فريد جذب الشباب المعاصر، مع الحفاظ على عمق الموسيقى الكلاسيكية. كما يتطرق إلى دوره كخبير ثقافي دولي ضمن "يونسكو" والاتحاد الأوروبي، ومساعيه لتطوير الساحة الثقافية العربية والعالمية. يستعرض أيضا ارتباطه الوثيق بالشعر العربي، وتأثيره على إبداعاته الموسيقية، مشيرا إلى أعماله المستقبلية الكبيرة.
- تنقلت هذه السنة بين بلدان عدة في إطار تعاونات فنية مختلفة... ماذا تخبرنا عن ذلك؟
- صحيح، لقد أمضيت سنة حافلة بالنشاط الموسيقي والمشاريع الثقافية والأسفار، حيث شهدت صدور عديد من مدوناتي الموسيقية لأوركسترا الوتريات لدى ناشري الإيطالي والمتمثلة في "أغنية حب ورقصة الحرية"، "المنمنمات الجزائرية"، "نهاية البداية"، كما أصدرت في لندن خلال هذه الصائفة بالشراكة مع العازفة الرومانية النيجيرية ريبيكا اومورديا ألبوم البيانو الموسوم "أفريبيانيزم جزء 2". بالإضافة إلى العديد من العروض والتسجيلات التي أجريتها مع السمفونية الوطنية البلغارية في صوفيا وأيضا مع أوركسترا شباب الجزائر في موسكو وفرقة مهرجان أبلاشيان الأميركي، بالإضافة إلى فرقة بوهو للوتريات البلجيكية وخماسي إيبونتو الإنكليزي، وهي مغامرة فنية ثرية قادتني إلى كل من قطر والإمارات والبحرين وبلغاريا وروسيا وفرنسا وإيطاليا والأرجنتين وسويسرا وكندا وعمان.
تكللت هذه السنة أيضا بتعزيز دوري كخبير ثقافي دولي ضمن بنك الخبرات العالمي التابع لمنظمة "يونسكو" والإتحاد الأوروبي الذي انضممت إليه في شهر يونيو/ حزيران 2023 لعهدة رباعية السنوات، قبل اختياري كذلك للمساهمة في فريق التشاور التابع لـ"يونسكو" المتخصص في تنوع أشكال التعبير الثقافي في البيئة الرقمية. مما أتاح لي الإشراف على التقارير الدولية لإتفاقية 2005 لكل من دولة قطر وسلطنة عمان، وتنشيط حلقات تدعيمية ومنهجية لصالح 14 دولة عربية، كما شاركت في إطلاق بنك الخبرات في بوينس آيريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي والاجتماع الأول لفريق التشاور في كيبيك سيتي في شهر مايو/ أيار الماضي.