يزداد الوضع الأمني في مالي تعقيدا وتدهورا، بعد أن أضحت البلاد ساحة "معركة مفتوحة" بين الأطراف المتنازعة إذ يحاول كل طرف رسم خريطة جديدة للنفوذ والسيطرة، فكيف ستتصرف الجزائر مع هذه التطورات الأمنية لا سيما وأنها تملك حدودا لاصقة بآلاف الكيلومترات وتشهد يوميا إخفاء ونقل الأسلحة الصغيرة والخفيفة والمخدرات وتسلل العناصر الإرهابية وقطاع الطرق، وهو ما يشكل تحديا كبيرا يتطلب التعامل معه بكل حزم وجدية.
وتلقى المجلس العسكري الحاكم في مالي مؤخرا ضربة قوية بعد أن هاجم مسلحون أكاديمية لتدريب القوات الخاصة ومناطق استراتيجية أخرى، مما أسفر عن مقتل متدربين واقتحام جزء من المكان وإشعال النار في الطائرة الرئاسية. ورغم أن مالي لم تؤكد عدد القتلى، فإن ما تم تداوله عبر الإنترنت يبرز حرق 20 سريرا بطابقين وعدة جثث متفحمة بعضها تحت الأسرة. وقبلها بأيام قليلة تعرضت منطقة "تين زواتين" الواقعة داخل الأراضي المالية- في المكان المعروف بـ"أخربان" وهو عبارة عن تجمع تجاري- تعرض لقصف شديد طال مدنيين وأطفالا، وأسفر عن مقتل 21 بينهم 12 طفلا وكان الأشد فتكا منذ نقض اتفاق السلام بين أطراف الصراع.
أسوأ سيناريو محتمل
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، تكبدت قوات "فاغنر" الروسية، هزيمة مدوية على يد المتمردين شمال مالي قرب الحدود مع الجزائر، ما أسفر عن مقتل وإصابة وربما أسر عدد من عناصرها، ما قد يشكل حصيلة ثقيلة في يوم واحد لقتلاها فضلا عن مقتل عدد آخر من قوات الجيش المالي الذين يأتمرون بأوامر المجلس العسكري الانقلابي.