"أرتميس" والعودة الى القمر

محطة أولى نحو بناء مستقبل في الفضاء

شترستوك
شترستوك
مركبة "أوريون" الفضائية على منصة الإطلاق.

"أرتميس" والعودة الى القمر

تخيل للحظة أن تعود البشرية إلى القمر، ليس فقط كزيارة عابرة، بل كمحطة أولى نحو بناء مستقبل في الفضاء. هذا هو الهدف الطموح لمهمة جديدة لا تعتبر مجرد عودة الى زمن الرحلات القمرية بل قفزة عملاقة نحو الأمام، نحو عصر جديد من الاستكشاف الفضائي.

فبعد أكثر من خمسة عقود من هبوط أول إنسان على سطح القمر، يعود الحلم إلى الحياة من جديد مع برنامج "أرتميس"، الذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر، لكن هذه المرة برؤية أكثر طموحا وبهدف أكبر من مجرد الهبوط.

فمن خلال "أرتميس"، تسعى وكالة "ناسا" وشركاؤها إلى إعادة الإنسان إلى سطح القمر، واستكشاف موارده، وبناء وجود مستدام هناك يمكن أن يمهد الطريق للبعثات المستقبلية إلى كوكب المريخ وما وراءه.

من المتوقع أن تكون تلك المهمة مليئة بالاكتشافات العلمية، حيث سيساعد البحث في تربة وصخور القمر في كشف أسرار تكوين النظام الشمسي، وربما يساعد في تطوير تقنيات جديدة يمكن استخدامها لتحسين الحياة على الأرض.

"أرتميس" ليست مجرد حلم بعيد، بل رؤية لمستقبل مليء بالإمكانات والتحديات التي ستحفز البشرية على تجاوز حدودها الحالية في مجال الفضاء والتكنولوجيا.

تعني تلك المهنة أن رواد فضاء سيعودون للمشي على سطح القمر مرة أخرى، ويجمعون عينات من تربة لم تمسها يد بشرية منذ عقود، ويكشفون أسرارًا عن أصل نظامنا الشمسي محفوظة في صخور عمرها مليارات السنين ويبنون مختبرات علمية تختبر مواد جديدة يمكن أن تبني لنا مدنًا في الفضاء، ويطورون تقنيات طبية تحمي رواد الفضاء من أشعة الكون القاسية، بل وقد تحدث ثورة في علاج الأمراض على الأرض.

من "أبولو" إلى "أرتميس"

برنامج "أرتميس" مشروع تابع لوكالة "ناسا" بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، يهدف إلى إرسال أول امرأة وأول شخص من خلفيات متنوعة إلى سطح القمر بحلول عام 2026. يعتبر البرنامج خطوة محورية في طموحات "ناسا" لبناء وجود بشري مستدام على القمر في نهاية هذا العقد.

سيعيد "أرتميس" إحياء الاهتمام باستكشاف الفضاء على مستوى العالم، تمامًا كما فعل "أبولو" في ذلك الوقت

فاروق الباز- عالم فضاء

المهمة الجديدة مستوحاة من مهمة "أبولو" التاريخية، ولكنها أبعد من مجرد الهبوط، حيث يسعى لاستكشاف المناطق القطبية للقمر، وخاصة القطب الجنوبي الذي يحتوي على موارد مائية متجمدة هائلة.

على الرغم من أن 24 إنسانًا فقط قد سافروا إلى القمر خلال مهمات "أبولو" التابعة لـ"ناسا" بين عامي 1968 و1972، لم يخطُ سوى 12 منهم على سطحه. كان أول من فعل ذلك نيل ارمسترونغ في 1969 خلال مهمة "أبولو 11"، بينما كانت المهمة المأهولة الأخيرة "أبولو 17" في عام 1972، ومنذ ذلك الحين لم يعد أي شخص إلى القمر.

في هذا السياق يقول الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء المصري البارز الذي شارك في برنامج "أبولو" التابع لـ"ناسا" ولعب دورا رئيسا في تحديد مواقع الهبوط على القمر في تصريح خاص لمجلة "المجلة": "يمثل برنامج أرتميس إضافة مُرحّبا بها لقائمة ناسا. انتهى برنامج أبولو في السبعينات ولم تُطلق أي مهمات فضائية ملحوظة منذ ذلك الحين. سيعيد أرتميس إحياء الاهتمام باستكشاف الفضاء على مستوى العالم، تمامًا كما فعل أبولو في ذلك الوقت.".

أ ف ب
بدلة فضاء من الجيل الجديد عرضت خلال مؤتمر صحافي كجزء من برنامج "أرتميس".

مراحل برنامج "أرتميس"

تتكون رحلة "أرتميس" إلى القمر من مراحل رئيسة عدة، لكل منها دور حيوي في تحقيق هذا الطموح الفضائي. البداية كانت مع "أرتميس 1"، وهي مهمة غير مأهولة أطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بنجاح. كان الهدف منها اختبار نظام الإطلاق الفضائي (SLS) وكبسولة "أوريون"، وهما ركيزتا المهام المستقبلية التي ستعيد البشر إلى القمر. تمثل "أرتميس 1" الخطوة الأولى في هذا المسار الطموح، حيث جرى التحقق من كفاءة التكنولوجيا اللازمة لرحلات مأهولة لاحقا.

المرحلة التالية هي "أرتميس 2"، المقرر إطلاقها مع نهاية العام المقبل، وستكون أول رحلة مأهولة ضمن هذا البرنامج. في هذه الرحلة، سيدور أربعة رواد فضاء حول القمر دون الهبوط عليه، وهم: ريد وايزمان، فيكتور جلوفر، كريستينا كوتش، وجيريمي هانسن من وكالة الفضاء الكندية.

أما "أرتميس 3"، فهي المرحلة الأكثر انتظارا والمخطط لها في عام 2026، حيث ستشهد هبوط رواد فضاء على سطح القمر للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاما. هذه المهمة ستكون بمثابة لحظة تاريخية جديدة تعيد الإنسانية إلى سطح القمر، وتفتح الأبواب أمام استكشاف علمي أعمق.

ثم تأتي "أرتميس 4"، المقرر إطلاقها في 2027، وتهدف إلى توصيل مكونات إضافية إلى محطة "جيت واي" القمرية، وهي محطة فضائية تدور حول القمر ستكون جزءا أساسيا من البنية التحتية الداعمة لاستكشاف الفضاء بشكل مستدام.

تستمر الرحلات مع "أرتميس 5"، التي تهدف إلى الهبوط على سطح القمر مرة أخرى، ولكن هذه المرة في منطقة قطبه الجنوبي، حيث يُعتقد بوجود مياه متجمدة. يمثل هذا الهبوط خطوة حاسمة نحو استكشاف واستخدام موارد القمر لدعم المهام الفضائية المستقبلية.

وأخيرا، تأتي "أرتميس 6"، التي ستركز على مواصلة بناء محطة "جيت واي" وتوسيع القدرات البشرية على سطح القمر، مما يفتح المجال لاستكشاف أعمق واستدامة طويلة الأمد للوجود البشري في الفضاء. هذه الرحلة ستضع الأساس لمستقبل جديد من الاستكشاف الفضائي، يجعل القمر نقطة انطلاق نحو المزيد من الاكتشافات في الكون.

أهداف "أرتميس" العلمية

أحد الأهداف الرئيسة لبرنامج "أرتميس"، دراسة الصخور القمرية التي لم تتأثر بعوامل خارجية منذ مليارات السنين، مما يمكن العلماء من فك ألغاز التطور المبكر للنظام الشمسي. القمر بمثابة "غرفة كتب كونية" تحتوي على معلومات قيمة حول كيفية تشكل الكواكب، بما في ذلك الأرض. العينات القمرية التي سيتم جمعها خلال مهام "أرتميس" يمكن أن تساهم في تطوير فهمنا لتاريخ القمر والنظام الشمسي بشكل عام.

شاترستوك
مركبة فضائية تابعة لبرنامج "أرتميس"

وفي سياق أهداف "أرتميس" العلمية يضيف الدكتور فاروق الباز في حديث إلى "المجلة": "أرتميس سيجيب عن سؤال مهم جدا: هل هناك ماء على القمر؟. نعتقد أن الإجابة ستكون نعم، ونتطلع لمعرفة كميته".

تكبد برنامج "أرتميس" تكاليف تجاوزت 93 مليار دولار منذ بدايته حتى الآن، مع ميزانية إضافية تقدر بـ 53 مليار دولار بين 2021 و2025.

وتسعى "ناسا" من خلال برنامج "أرتميس" إلى تطوير مواد جديدة مقاومة للإشعاع، وهي ضرورية لبناء منشآت على سطح القمر وفي الفضاء العميق. هذه المواد لن تكون مفيدة فقط لبرنامج الفضاء، ولكن يمكن أن تجد تطبيقات واسعة على الأرض، بما في ذلك الصناعات الفضائية والبناء والطيران. تُستخدم تقنيات الهياكل النانوية والخفيفة الوزن لضمان متانة هذه المواد في البيئات القاسية​.

تعتبر الروبوتات جزءا لا يتجزأ من برنامج "أرتميس"، حيث سيتم استخدامها في بناء البنية التحتية للقواعد القمرية وجمع العينات. تعمل هذه الروبوتات في ظروف قاسية للغاية على سطح القمر، وتُعد وسيلة مهمة لتخفيف الأخطار على البشر​. بالإضافة إلى ذلك، يجري تطوير أنظمة آلية لدعم أنشطة التعدين على القمر، مما يعزز  استدامة الموارد اللازمة للمهام الفضائية المستقبلية.

الطب الفضائي وحماية الرواد

كما تعتبر حماية رواد الفضاء من الإشعاع الفضائي أولوية كبيرة لـ"ناسا". ولتحقيق هذا الهدف، يتم تطوير تقنيات جديدة للوقاية من الإشعاع، بالإضافة إلى أنظمة دعم الحياة لفترات طويلة. يمكن لهذه الابتكارات أن تحدث ثورة في الطب الفضائي وتساعد في حماية الرواد خلال الرحلات المستقبلية الطويلة إلى المريخ وما بعده​.

شترستوك
صورة تعبيرية لرائد فضاء يمشي على سطح القمر.

بجانب أهدافه المباشرة لاستكشاف القمر، يسعى برنامج "أرتميس" أيضًا للتحضير للرحلات المستقبلية إلى المريخ. سيتم اختبار العديد من التقنيات المهمة خلال المهام القمرية، بما في ذلك أنظمة الدفع المتقدمة وأنظمة دعم الحياة. كما أن العينات التي سيتم جمعها من القمر ستساعد العلماء في تحديد كيفية استغلال موارد الفضاء لدعم البعثات الطويلة.

ومع تزايد النشاط القمري في إطار برنامج "أرتميس"، أثرت هذه الزيادة على شبكة الاتصالات الفضائية التابعة لـ"ناسا". وللتعامل مع هذا التحدي، أطلقت "ناسا" شبكة تتكون من ثلاث محطات أرضية بقطر 20 مترًا. هذه المحطات مصممة خصيصًا لدعم الاتصالات في الفضاء القريب، الذي يمتد حتى 2 مليون كيلومتر من سطح الأرض​.

فعلى سبيل المثل ستكون محطة "جيت واي" التي يتم تطويرها، بمثابة نقطة انطلاق للمهام المستقبلية إلى المريخ والكواكب الأخرى. وستعمل كقاعدة لإجراء الأبحاث العلمية وإدارة الأنشطة الفضائية العميقة، وستكون قادرة على دعم المهام المأهولة وغير المأهولة في الفضاء العميق. من المتوقع أن تكون تلك المحطة من أهم المشاريع التكنولوجية في العقد المقبل.

يواجه برنامج "أرتميس" تحديات كبيرة تتعلق بتطوير البنية التحتية اللازمة للمهام المستقبلية، من ضمنها مشروع بناء منصة الإطلاق المتنقلة الثانية Mobile Launcher 2 (ML-2)، الذي تم تصميمه لدعم مهام "أرتميس 4" وما بعدها. تمثل هذه المنصة جزءا أساسيا من بنية البرنامج، حيث سيتم استخدامها لنقل وإطلاق الصواريخ الثقيلة من نوع SLS وكبسولة Orion.

استنادا إلى التقرير الصادر من وكالة "ناسا" في 27 أغسطس/آب 2024، منذ توقيع العقد لتطوير ML-2 في عام 2019، شهد المشروع تأخيرات كبيرة وتجاوزا في التكاليف.

يهدد الحطام الفضائي سلامة المركبات الفضائية إذ أن جزءا بسيطا في حجم لا يتجاوز الميلمترات قد يتسبب في اصطدامات تؤدي إلى تلف أو تدمير المركبة بالكامل إن لم تكن معدة لذلك بشكل صحيح

ماجدة محب الدين حسين- عالمة فضاء

تكبد برنامج "أرتميس" تكاليف تجاوزت 93 مليار دولار منذ بدايته حتى الآن، مع ميزانية إضافية تقدر بـ 53 مليار دولار بين 2021 و2025. تم إطلاق أول مهمة، "أرتميس 1"، بنجاح في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وكانت رحلة غير مأهولة لاختبار المركبة "أوريون" ونظام SLS. خلال هذه المهمة، قطعت "أوريون" أكثر من 1.4 مليون ميل قبل أن تعود بأمان إلى الأرض.

ورغم الطموحات الكبيرة للبرنامج، تواجه "ناسا" بعض التحديات، بما في ذلك مشكلات التمويل والتكنولوجيا، مما يجعل الجدول الزمني للمهمات محل نقاش. ومع ذلك، يظل برنامج "أرتميس" علامة فارقة في جهود استكشاف الفضاء، حيث يسعى إلى تأسيس وجود بشري دائم على القمر وفتح الأبواب لمهام مستقبلية إلى المريخ وما وراءه.

أ ف ب
مدير وكالة "ناسا" السابق جيم بريدنستين يتحدث خلال المؤتمر الدولي السنوي السبعين للملاحة الفضائية.

فمن المتوقع تسليم المنصة في سبتمبر/أيلول 2027، مما قد يؤثر في جدول إطلاق مهام "أرتميس 4" المقرر في 2028. إلى جانب التأخيرات، هناك تحديات تقنية تتعلق بقدرة ML-2 على تحمل القوى الهائلة التي تنتج من إطلاق الصواريخ، مما قد يتطلب إجراء تعديلات إنشائية على المنصة لزيادة متانتها.

كما تشمل التحديات العوامل البيئية التي سوف تواجه مهام "أرتميس" بمراحلها الست، وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة ماجدة محب الدين حسين، الباحثة في قسم علوم الشمس والفضاء بمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، في تصريحات خاصة لـ"المجلة" إن التحديات التي تواجه مهام برنامج "أرتميس" تبدأ من الأرض وحتى الوصول للقمر، "بمجرد خروج المركبة الفضائية من الغلاف الجوي، تبدأ التحديات التي تشمل العواصف الشمسية التي تؤثر في الاتصالات وأنظمة الملاحة، وقد تتسبب في تلف الأجهزة الإلكترونية الحساسة". كما تشمل التحديات الأشعة الكونية التي تشكل خطرًا على صحة رواد الفضاء على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الحطام الفضائي الذي يهدد سلامة المركبة، إذ أن جزءا بسيطا في حجم لا يتجاوز الميلمترات قد يتسبب في اصطدامات تؤدي إلى تلف أو تدمير المركبة بالكامل إن لم تكن معدة لذلك بشكل صحيح.

وتضيف حسين أن هناك علمًا جديدًا استُحدث اخيرًا يُعرف بـ"دراسة المحيط الفضائي"، ويسعى لفهم ودراسة البيئة الفضائية المحيطة بالأرض، بما في ذلك الشمس والرياح الشمسية والمجال المغناطيسي للأرض والإشعاع الكوني والحطام الفضائي: "يسعى هذا العلم لتطوير نماذج تساعد في التنبؤ بالعواصف الشمسية والظواهر الفضائية الأخرى التي قد تؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة وسلامة رواد الفضاء والبنية التحتية الفضائية".

نهاية أسطورة هوليوود

رغم مرور أكثر من خمسين عامًا على هبوط البشر على سطح القمر، إلا أن هناك نحو 5% من الأميركيين وغيرهم الكثيرين حول العالم ما زالوا مقتنعين بأن ذلك كان مجرد إنتاج سينمائي متقن. وربما عندما تصل "أرتميس" إلى القمر وتبدأ ببناء قواعد ومختبرات، سيكون على "ناسا" إعداد بث مباشر على مدار الساعة لإثبات أن تلك الأعلام القمرية لا ترفرف بسبب مؤثرات هوليوود الخاصة!

على الرغم من التحديات الكبيرة التي يواجهها البرنامج، مثل التأخيرات في تطوير البنية التحتية وزيادة التكاليف، إلا أن نجاح "أرتميس" يمكن أن يمثل بداية جديدة في استكشاف الفضاء. إذا تمكن البرنامج من تجاوز العقبات التقنية والمالية، فسيعيد البشر إلى القمر بعد أكثر من خمسين عامًا، وسيضع الأساس لمهام أكثر طموحًا نحو استكشاف المريخ والكواكب الأخرى، مما يفتح آفاقًا جديدة للبشرية في الفضاء العميق.

لكن هل سنتمكن من التغلب على هذه العقبات؟ هل سيرتفع "أرتميس" فوق التحديات لتصل إلى القمر، ويفتح الباب أمام مستقبل جديد للبشرية في الفضاء؟

أ ف ب
رسم تعبيري لمركبة الهبوط Blue Moon التابعة لشركة Blue Origin التي ستعيد رواد الفضاء إلى القمر كجزء من برنامج "أرتميس" التابع لوكالة "ناسا".

الإجابة ستتحدد في السنوات المقبلة، لكن ما هو مؤكد أن برنامج "أرتميس" يمثل طموحًا جريئًا وإرادة قوية لاستكشاف الفضاء وتحقيق إنجازات عظيمة للبشرية. إن نجاح هذا البرنامج لن يكون مجرد عودة إلى القمر، بل سيكون خطوة نحو مستقبل مشرق بين النجوم، حيث تتجاوز أحلامنا حدود كوكبنا الأزرق، وتنطلق نحو آفاق جديدة في الكون الشاسع.

كل رحلة تبدأ بخطوة، و"أرتميس" قد تكون تلك الخطوة التي تفتح أبواب الكون على مصراعيها، لتأخذنا إلى عوالم لم يكن حتى الخيال قادرًا على تصورها.

font change

مقالات ذات صلة