تشهد صناعة السيارات الأوروبية مرحلة مضطربة وغير واضحة المعالم مع انتقالها نحو التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية، وتعاني من شروط غير مساعدة ناجمة عن ضرورة التزام قواعد الاتحاد الأوروبي لحماية البيئة بحلول عام 2035، في وقت تخلت غالبية دول الاتحاد عن برامج دعم شراء السيارات الكهربائية الجديدة. أضف الى ذلك استمرار أزمة الإمدادات المتعلقة بالبطاريات والشرائح وأشباه الموصلات، والمنافسة الصينية الشرسة، مما زاد تكلفة الانتاج وطرح احتمال إغلاق بعض مصانع السيارات في ألمانيا للمرة الأولى منذ 90 عاما.
في الكفة المقابلة، هناك صعوبات معيشية تعانيها شريحة واسعة من الطبقات الوسطى الأوروبية بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، وضعف النمو الاقتصادي الذي يدور حول 1 في المئة، يضاف إلى ذلك عدم اقتناع الأوروبيين تماما بسلامة بطاريات الليثيوم، التي كثر حولها الحديث والانتقاد، بل وحتى المخاوف من ركوب سيارة نصفها السفلي قابل للتفاعل الكيماوي ومهدد بالتحكم عن بعد. وقد زادت التفجيرات اللاسلكية التي حدثت في لبنان الأسبوع الماضي من هذه المخاوف.
ونشرت "المجلة الأميركية للجمعية الكهروكيميائية"، دراسة تقنية كشفت فيها حصيلة أبحاث تجريبية عن "فشل بعض أنواع البطاريات المصنعة من الليثيوم والحديد والفوسفات (LFP)، مما يتسبب في أعطال متكررة في حالة سوء شحن البطاريات يوميا او بشكل يقترب من 100 في المئة على المدى الطويل".