كما نذكر حادثة اغتيال القائد الفلسطيني يحيى عياش (الملقب بالمهندس) عام 1996 بعملية بالغة التعقيد تكنولوجياً، حيث تم تركيب هاتف جوّال خاص لاغتياله من نوع "موتورولا ألفا" القابل للثني، فيه بطارية خاصة نصفها بطارية ونصفها مواد متفجرة من نوع خاص شديد الانفجار (40 إلى 50 غرام). وأثناء اتصال هاتفي مع والد عياش، تم بثّ إشارة إلكترونية إلى الهاتف الجوال أدت إلى تشغيل النظام مُحكم الصنع الذي تم زرعه في الجهاز وتفجير العبوة الصغيرة وتم اغتياله.
إقرأ أيضا: الهجوم على "بيجر" "حزب الله"... لماذا الآن؟
ومنذ اغتيال عياش إلى اليوم، مرّ 28 عاما تضاعفت فيها قدرات إسرائيل الاستخباراتية والتقنية، ومعلوم أن معظم شركات التكنولوجيا، سواء على صعيد الأجهزة أو التطبيقات، يملكها أو يُسهم فيها أو يصنعها رجال أعمال إسرائيليون.
وفي المُستجدات والحدث الحالي، فقد عاد التداول والحديث عن "البيجر"، الذي اعتاده اللبنانيون واستخدموه في الثمانينات ومُستهل التسعينات قبل أن يستبدلوه بأجهزة الهاتف الخليوي (الجوّال).
و"البيجر" هو جهاز لاسلكي صغير محمول يعمل ببطاريات عادية (من نوع AAA) أو ببطاريات قابلة للشحن (من نوع الليثيوم) قد تعمل أياما متواصلة، للإرسال فقط أو لإرسال واستقبال الرسائل النصّية القصيرة أو التنبيهات، عبر إرسال إشارات بواسطة شبكة لاسلكية خاصة يتم إنشاؤها خصيصا لهذه الخدمات، ويستقبل البيجر رسائل مكتوبة واتصالات وإشارات صوتية وضوئية أو حركات اهتزاز، تُخبر حامل الجهاز بأن رسالة وصلته.
ومن الممكن إرسال رسالة فردية إلى شخص محدد أو رسالة جماعية إلى مجموعة معينة. وكان جهاز "البيجر" يستخدم بشكل رئيس في المستشفيات، وشركات الإسعاف، وأجهزة الإطفاء، والقوى الأمنية، والشركات الكبيرة. وقد اخترعه المهندس الكندي ألفريد غروس عام 1949، واستخدمه في مستشفى نيويورك اليهودي (الذي أصبح فيما بعد مستشفى جبل سيناء)، في عام 1950.