تنوعت أساليب إسرائيل في القتل، من الغارات الجوية الدقيقة كتلك التي قتلت مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي سنة 2004، إلى إطلاق النار المباشر كما حدث مع الرفاق الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد يوسف الجار في بيروت سنة 1973، وبعدها مع خليل الوزير (أبو جهاد) في تونس سنة 1988.
ولجأت إسرائيل أيضا إلى الطرود المفخخة، يوم محاولة اغتيال بسام أبو شريف سنة 1972، مرورا بالسيارات المفخخة، كما حدث مع علي حسن سلامة في بيروت عام 1979، أو بالسم المدسوس في الشيكولاته الذي قتل الدكتور وديع حداد في برلين سنة 1978.
وبعد عملية أمس في الداخل اللبناني، أظهرت إسرائيل أسلوبا جديدا في التصفيات، هذه المرة عن طريق أجهزة "البيجر" التي انفجرت في أيدي الآلاف من كوادر "حزب الله" وأودت بحياة 12 شخصا حتى الساعة. وقد تتكرر التجربة في المستقبل القريب عن طريق الهواتف الذكية، وهي الأسهل في عملية رصد الأهداف وتحديد مواقعها.
وليس جديدا على إسرائيل استخدام الهواتف والاتصالات لتصفية أعدائها. فقد بدأت في ذلك منذ زمن بعيد، قبل سنوات طويلة من انتشار "البيجر" ومن بعده الموبايل. أولى تلك العمليات كانت في باريس، يوم اغتيال محمود الهمشري ممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" في فرنسا، يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1972. حيث استدرج خارج منزله لإجراء مقابلة صحافية مع صحافي إيطالي (تبين لاحقا أنه يعمل لصالح جهاز "الموساد")، وفي أثناء غيابه دخلت مجموعة ثانية إلى المنزل وزرعت جهازا متفجرا تحت هاتف الهمشري في غرفة مكتبه. وعندما عاد إلى المنزل تلقى اتصالا، وفور رفع السماعة انفجرت القنبلة وأصابته بجروح بليغة أدت إلى وفاته بعد شهر من حادثة الاغتيال.